من هو أول رئيس لجمهورية مصر العربية؟

يتساءل الكثيرون عمن كان أول رئيس لجمهورية مصر العربية محمد نجيب يوسف المولود في التاسع عشر من فبراير 1901 م في عجلة المعلا بمدينة الخرطوم بدولة السودان والده بكباشي يوسف. نجيب الذي كان يعمل ضابطا في الجيش المصري، كما التحق بالمدرسة الحربية سنة 1917.

بدأ العمل ضابطا في الجيش المصري بعد انتهاء فترة خدمته بالكلية الحربية. ثم عمل في السودان حتى عام 1924 م وقتل سردار الإنجليزي ليعود إلى مصر.

يعتبر محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية، بعد إعلان انتماء الدولة المصرية إلى النظام الجمهوري بعد الإطاحة بالنظام الملكي الذي يمثله الملك فاروق.

استمرت فترة حكم محمد نجيب للدولة المصرية لمدة عام وخمسة أشهر، من 18 يونيو 1953 م إلى 14 نوفمبر 1954، قبل أن يطيح به جمال عبد الناصر، وتوفي عن عمر يناهز 84 عامًا، وهكذا نحن أجاب على سؤال من كان أول رئيس لجمهورية مصر العربية.

مسيرة محمد نجيب التربوية

تخرج من الكلية الحربية بعد أن التحق بها عام 1917، قبل أن يعود ويكمل مسيرته العلمية وحصل على إجازة في الحقوق عام 1927 م، ثم دبلوم دراسات عليا في مجال الاقتصاد السياسي عام 1929 م.

ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص، وبعد ذلك حصل على شهادة أركان الحرب عام 1939 م، وبدأ التحضير للدكتوراه، لكن عمله العسكري حال دون ذلك.

حياة محمد نجيب العسكري

منذ أن كان ضابطا صغيرا في كتيبة المشاة السادسة عشرة بالجيش المصري في السودان، تميز بروح التمرد. لتحدي رؤسائه في الجيش خلال ثورة 1919، والعودة إلى مصر سرًا، وعند وصوله إلى المحطة المصرية، مر أمامه العميد الإنجليزي الأدميرالاي. لأن محمد نجيب رفض تأدية التحية العسكرية دون أن يأبه بما سينتج عن هذا القرار.

كما أعلن تضامنه مع سعد زغلول خلال ثورة 1919، برفقة مجموعة من الضباط الشباب من داخل منزل الأمة، مرتدين ملابسه العسكرية، في إعلان منه عن رفضه لنفي سعد زغلول إلى سيشل وتأييده لما حدث لقد فعل.

قدم استقالته من الجيش بعد محاصرة عدد من الدبابات البريطانية لقصر الملك في 4 فبراير 1942 م لإجباره على إعادة مصطفى النحاس لرئاسة الوزراء أو التنازل عن العرش وسبب ذلك. كانت الاستقالة هي التدخل الإنجليزي في شؤون مصر الداخلية. لكن الملك رفض تلك الاستقالة وأعادها إليه.

كما شارك في حرب فلسطين التي وقعت عام 1948 م وتحديداً في الثالث والعشرين من ديسمبر.

علاقة محمد نجيب بالضباط الأحرار

بدأت علاقته مع الضباط الأحرار عندما التقى المشير عبد الحكيم عامر الذي قدمه لجمال عبد الناصر رئيس ومؤسس التنظيم، ثم التقى بباقي أعضاء التنظيم.

اقتصر الأمر على ضرورة تغيير الوضع داخل الدولة المصرية، لكن الأمر تطور إلى حتمية التغيير الجذري، بعد قرار الملك فاروق بإعفاء محمد نجيب من منصبه كمدير لسلاح الحدود وتعيين حسين سري. مكانه.

ثم اندلعت الحرب بين الملك والضباط الأحرار خلال انتخابات رئيس مجلس إدارة نادي الضباط، وقرر الضباط الأحرار ترشيح محمد نجيب لهذا المنصب أمام حسين سري مرشح الملك، و جاء هذا القرار بسبب تاريخ نجيب المشرف في مواجهة الملك وقراراته، بالإضافة إلى شعبيته بين صفوف منتسبي الجيش.

من أجل إجراء الانتخابات وفاز محمد نجيب برئاسة نادي الضباط، لكن الملك لم يعجبه أن يقرر ضم عامر باشا من بين أعضاء مجلس الإدارة، ومع رفض الضباط الأحرار وفي هذا الشأن قرر الملك حل المجلس نهائيا وتشكيل مجلس مؤقت وسحب جميع الامتيازات والصلاحيات. سيكون ذلك بداية شرارة نهاية عهد الملك.

علم الملك فاروق بالضباط الأحرار ثم أمر حسين سري، رئيس الوزراء آنذاك، بمخاطبة القائد الأعلى للقوات المسلحة آنذاك محمد حيدر، وطالبه بنقل تلك المجموعة من الضباط خلال فترة لا أكثر من 5 أيام، وإلا سيتم طردهم، ليقوم حيدر باستدعاء نجيب واتهامه بتحريض الضباط على القيام بثورة.

ليقرر الضباط الأحرار تنفيذ العملية بأسرع ما يمكن، بعد تسريب أمر التنظيم إلى الملك، وقرر نجيب التحرك بسرعة، بشرط أن يكون موعد المغادرة 21 أو 22 يوليو، ويوم في الثالث والعشرين من يوليو 1952 م، أصدر محمد أنور السادات بيانًا للثورة، قبل أن يفعله الثوار بإجباره على ترك العرش في 26 يوليو 1952 م.

بعد نجاح ثورة الضباط الأحرار

بعد نجاح ثورة الضباط الأحرار، تم تعيين محمد نجيب رئيسًا للوزراء خلفًا لحكومة علي ماهر باشا. من أجل تطهير الفساد المستشري في البلاد، من خلال اعتقال أكثر من 50 شخصًا، من بينهم عدد من الوزراء السابقين، قام بتشكيل حكومته الأولى في 10 سبتمبر 1952، ويطلب من جميع الوزراء الموافقة على وثيقة الإصلاح الزراعي قبل اتخاذ القرار. اليمين الدستورية.

في 10 ديسمبر 1952 م، أعلن محمد نجيب إلغاء دستور 1923، وضرورة استبداله بدستور آخر. وسرعان ما قرر تشكيل لجنة من خمسين شخصا لتشكيل دستور جديد، وسيتبع ذلك قرار حل الأحزاب السياسية ومصادر تمويلها، قبل صدور الإعلان الدستوري المؤقت في العاشر من فبراير.

في الثامن عشر من يونيو، قرر محمد نجيب إعلان اعتماد الدولة المصرية على النظام الجمهوري وإلغاء النظام الملكي، وتنصيبه رئيسًا للجمهورية والوزراء معًا.

أزمة مارس 1954

وبدأت تداعيات تلك الأزمة في فبراير 1954 م، وذلك لاستمرار أعضاء مجلس قيادة الثورة في اتخاذ قرارات تتعارض مع فكر محمد نجيب، مما زاد من غضبه وأنف صبره. حيث عارض سياسة المجلس وبعد القارات مثل: تحديد مقر رئيس حزب الوفد مصطفى النحاس، وقرار محكمة الثورة بإعدام إبراهيم عبد الهادي.

بالإضافة إلى بعض القرارات الأخرى مثل حل الإخوان المسلمين في 15 يناير 1954. ثم قرر محمد نجيب بعد 37 يوما تقديم استقالته من مجلس قيادة الثورة، لعدم قدرته على مواصلة التعاون مع هذا المجلس.

وأعقب هذه الاستقالة عدد من القرارات التاريخية لهذا المجلس، مثل مناقشة الدستور الجديد وإلغاء الرقابة على الصحف، قبل أن يقرر المجلس إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الثامن من شباط 1954.

بعد أيام من تلك القرارات، سمح مجلس قيادة الثورة بتأسيس الأحزاب، وتحديداً في 25 مارس 1954 م، وأعلن جمال عبد الناصر رئيسًا للوزراء، وأن محمد نجيب سيكون رئيسًا للجمهورية فقط.

انتهاء رئاسة محمد نجيب للجمهورية

حاول الإخوان المسلمون اغتيال جمال عبد الناصر عندما كان رئيساً للوزراء في 26 أكتوبر 1954.

حتى أن مجلس قيادة الثورة استغل ذلك وأعفى نجيب من منصبه كرئيس للجمهورية ووضعه قيد الإقامة الجبرية في الرابع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، على أساس اتهامه بدعم الإخوان، ثم الإدارة. من شؤون البلاد إلى مجلس قيادة الثورة.

أهم أعمال محمد نجيب خلال رئاسته للجمهورية

قام محمد نجيب بعدد من الأعمال الهامة خلال فترة حكمه لجمهورية مصر العربية، وهي:

  • أسس جمعية دود الحرب بعد حرب فلسطين.
  • أصدر قانون الإصلاح الزراعي فور تعيينه رئيساً للوزراء.
  • قام بتخفيض إيجار معاشه بنسبة 15٪.
  • أصدر قرار عفو شامل عن عدد من المتهمين والمدانين.
  • أصدر مرسوما بقانون إنشاء وزارة الإرشاد الوطني.
  • أصدر قراراً بتشكيل مجلس لإنشاء مجلس تنمية الإنتاج الوطني.
  • ونقل جثمان الزعيم الراحل من مقبرته إلى ضريحه الجديد في ساحة صلاح الدين.
  • أصدر مرسوما بإعلان إلغاء الملكية واستبدال النظام الجمهوري.

وفاة محمد نجيب

توفي محمد نجيب، أول رئيس للدولة المصرية، عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد صراع طويل الأمد مع المرض استمر لمدة 4 سنوات، نتيجة غيبوبته في أحد المستشفيات العسكرية، وتحديداً كوبري القبة العسكري. وبعد وفاته أمر الرئيس الراحل محمد حسني مبارك بتشيع جنازته خلال جنازة عسكرية.

بهذا نكون قد أجبنا على سؤال من كان أول رئيس لجمهورية مصر العربية، ونشأته، وحياته العسكرية، وبداية علاقته بالضباط الأحرار، ومن ثم توليه منصب الرئيس. للجمهورية وأهم قراراته نتمنى أن نكون قد ساعدناك.