أين تم إنشاء أول سكة حديد في العالم؟

السكك الحديدية هي قضبان ثابتة مع تباعد مستوى معين يسمح للقطارات بالمرور فوقها بطريقة ثابتة دون إعاقة. لعل أقرب الاحتمالات لإنشاء السكك الحديدية وظهورها كانت على يد السيد (جورج ستيفنسون) صاحب مناجم (كلينجورث) لنقل الفحم من منجمه والواقعة في (ستوكتون) إلى مدينة (دارلينجتون) و ثم إلى مدينة (درع) كانت المسافة بينهما حوالي 40 كيلومترا. اعتمد ستيفنسون في بناء أول سكك حديدية على محركات ثابتة، تم تركيبها على عجلات القاطرات وتشغيلها بالفحم كمولد للطاقة، وتم تحويل الطاقة الحرارية إلى قوة ضغط هائلة لإنتاج الطاقة الحركية. كان الأمر مكلفًا للغاية في هذا الوقت، مما أجبر ستيفنسون على تغيير نظام الدفع إلى عربات تجرها الخيول واستخدامها كمؤسسة تجارية لنقل الركاب والسلع المختلفة في جميع أنحاء تلك المناطق الثلاثة المذكورة أعلاه.

لاول مرة في السكك الحديدية

لقيت فكرة ستيفنسون استحسان عدد كبير من رجال الأعمال الذين اتصلوا بدورهم بالسيد ستيفنسون لطلب دراسة والإشراف على مشروع سكة ​​حديد يربط بين (مانشستر) و (ليفربول). وبالفعل تم الاتفاق على إنشاء المشروع تحت إدارة وإشراف السيد ستيفنسون. اعتمد تصميمه لهذه القضبان على الطاقة البشرية واستند في البداية على فكرة العربات التي تجرها الخيول، لكن الفكرة تم تعديلها وعادت إلى المحركات المثبتة على عجلات القطارات التي تعمل بالفحم، لأن الطريق بين كل من مانشستر وليفربول لا تواجه مشاكل أو طرق وعرة كما هو الحال في الطرق بين ستوكتون ودارلينجتون وبالتالي فإن التكلفة أقل، واستمر البناء لمدة خمس سنوات، وتم افتتاح أول سكك حديدية في العالم في الخامس عشر من سبتمبر، ألف وثمانمائة وثلاثون، ليصبح أول خط سكة حديد ينقل الركاب والبضائع بصفة رسمية ويعمل بالبخار، وهذه القضبان الآن تابعة لمتحف العلوم. صناعي.

انتشرت السكك الحديدية في العالم

بعد ذلك انتشرت السكك الحديدية في العالم لتشمل جميع أنواع السكك الحديدية المعروفة في الوقت الحاضر من المترو والسكك الحديدية لنقل الركاب والبضائع وغيرها، بما في ذلك التطورات القائمة ووسائل الراحة المريحة والأمان الأكثر ملاءمة لاحتياجات الركاب والبضائع، ولعل هذا التطور يقوم على عدة مراحل شيقة، كانت هذه المراحل على مدى فترات مختلفة ومتعاقبة من الزمن، مما أدى إلى تعاقب الأحداث والتطور الدائم والمستمر الظاهر في عصرنا الحالي.

مراحل تطوير السكك الحديدية

سبق وتحدثنا عن إنشاء السكك الحديدية منذ البداية وطريقة تشغيلها والتي اقتصرت على الجر بواسطة الخيول ثم بعد ذلك التحول من الجر في الخيول إلى توليد طاقة الضغط الناتجة عن البخار لتوليد الطاقة الحركية الطاقة لسهولة الحركة بواسطة القاطرات، والتي كانت في ذلك الوقت ثورة علمية للكثير من الدول الأوروبية، وفي بداية القرن التاسع عشر بدأت الثورة الصناعية للسكك الحديدية في التقدم والازدهار، حيث تضاعف حجم السكك الحديدية في العالم، وأنظمة المحطات تم إنشاؤها لهذه السكك الحديدية. كما تم تعويض المحركات التي تعمل بالفحم عن الطبيعة الجديدة للمحركات التي تعمل بالديزل والمواد البترولية، الأمر الذي أدى في منتصف القرن التاسع عشر إلى تعويض محركات الديزل بمحركات أخرى جديدة أقل خطورة وأسعارًا، ومع انطلاق الثورة الجديدة، التي كانت في ذلك الوقت تتعلق بالطاقة الكهربائية، بدأت العديد من الدول في التحول إلى الطاقة الكهربائية والاعتماد عليها في العديد من السكك الحديدية التي تعمل في خدمة الركاب، مثل المترو والترام وغيرها، بعد التي تم نقل العمل بها إلى طاقة كهربائية داخل القطارات إلا أن التطور المستمر حدث مرة أخرى في نهاية القرن التاسع عشر لاستبدال الطاقة الكهربائية بنوع جديد من الطاقة وهي الطاقة الكهرومغناطيسية التي تعتمد في عملها على قوة التنافر وجذب القطبين المغناطيسيين، مما يقلل من تكلفة الطاقة، ويزيد من سرعة القطارات، ويوفر وسائل الراحة والأمان على السكك الحديدية المختلفة.

أول ظهور للسكك الحديدية في الشرق الأوسط

تم إنشاء أولى خطوط السكك الحديدية في الشرق الأوسط في مصر وكان ذلك في عهد الخديوي إسماعيل قبل حفر قناة السويس بهدف إيجاد وسيلة نقل جديدة وسريعة لنقل البضائع من ميناء السويس إلى ميناء الإسكندرية. حيث كانت السفن تستخدم لتفريغ حمولتها في ميناء السويس ويتم نقل هذه البضائع عبر الجمال إلى ميناء الإسكندرية وهو أمر صعب ومكلف مما دفع الخديوي إسماعيل للتواصل مع السيد ستيفنسون لإنشاء خط سكة حديد يربط بين الميناءين. السويس وميناء الإسكندرية عام 1851. وبالفعل تم الاتفاق على تلك السكة الحديد وبدأ العمل بها في عام 1952، وانتهت المرحلة الأولى من المشروع بحلول عام 1854، والتي وصلت كفر الزيات تقريبًا. نصف المسافة بين القاهرة والإسكندرية حيث بدأت رحلة القطار من القاهرة وانتهت بكفر الزيات، ثم بدأت رحلة الجمل إلى الإسكندرية، وتمت الموافقة على هذا الأمر حتى اكتمال الرحلة. بذلت المرحلة الثانية من القاهرة إلى الإسكندرية ثم المرحلة الثالثة من القاهرة إلى السويس، في عهد الخديوي إسماعيل، جهدًا كبيرًا لتوسيع وتطوير شبكة السكك الحديدية لتشمل الدولة المصرية بأكملها، حيث بدأت السكك الحديدية. في بداية عهده كان طوله حوالي 425 ميلاً وانتهى في نهاية عهده إلى حوالي 1200 ميل داخل الدولة المصرية

وامتدت من أقصى جنوب مصر (وادي حلفا) إلى أقصى شمال مصر، مدينة (الإسكندرية)، وكذلك محافظات ومناطق الدلتا والفيوم.

في عام 1889 وصل أول قطار إلى مدينة الأقصر على بعد 340 ميلاً جنوب القاهرة، وكان هذا إخطارًا لبدء مرحلة جديدة من توسعة السكك الحديدية داخل الدولة المصرية، وهي الوصول إلى مدن مصر. جنوب. وبالفعل تم إنشاء شركة سكك حديدية وسميت بشركة قنا أسوان للسكك الحديدية وكانت مملوكة لبعض المستثمرين البريطانيين في ذلك الوقت

الاحتلال البريطاني وأثره على توسع السكك الحديدية

ساهم الاحتلال البريطاني لمصر بدور مهم وفعال في تطوير وتوسيع السكك الحديدية، حيث أنشأت الشركة المملوكة لمجموعة المستثمرين البريطانيين المسماة شركة قنا أسوان للسكك الحديدية مشروعًا لمد السكك الحديدية إلى محافظة أسوان وتطوير نظام السكك الحديدية و قدرتها وكفاءتها في العمل على زيادة عدد القطارات التي تحمل البضائع والجنود في مناطق مختلفة من الدولة المصرية، تفيد التقارير أن الاحتلال البريطاني استخدم أنواعًا مختلفة من القطارات والسكك الحديدية في السكك الحديدية لفصل القطارات الشمالية القادمة من القاهرة إلى الأقصر من القطارات المتجهة من الأقصر إلى أسوان. ومنذ الاحتلال البريطاني للسودان عام 1899 قررت بريطانيا مد خطوط السكك الحديدية من أسوان مرورا بالشلال الأول إلى الشلال الثاني في أسوان وحتى وادي حلفا في السودان كامتداد طبيعي لخطوط السكك الحديدية داخل الدولة المصرية.

في نهاية هذا المقال الذي قدمه لك موقع فالكون الإلكتروني، سنشرح لك أين تم إنشاء أول سكك حديدية في العالم، كما أوضحنا لك الكثير من المعلومات حول السكك الحديدية وأصولها وتطورها على مر العصور. ومرات ونأمل أن نكون قد ساعدناك.