حضانة الأب للأطفال بعد الطلاق

تعد قضية حضانة الأب للأطفال بعد الطلاق إحدى نتائج انتشار ظاهرة الطلاق، حيث تزايدت هذه الظاهرة بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وتكمن أسباب ذلك في عدم وجود الثقافة الزوجية. على الجانبين مما أدى إلى ظهور الأنانية والتحدي والسرور بالانتقام من الطرف الآخر بشتى الطرق، حتى لو كان الأطفال من تلك الطرق.

كان الدين الإسلامي هو أول من أثار قضية حضانة الأطفال، حيث لم تكن موجودة في العصر الجاهلي، وقرر الإسلام أن الأم يجب أن تكون حضانة الأبناء حتى يبلغوا السن الذي يمكن أن يتصوروا فيه. القرارات نفسها دون استقطاب أحد الأطراف إليها، وهنا يتضح لنا مدى عدالة الدين الإسلامي في كل ما يصيب المسلمين.

اختلف كثير من أئمة الدين الإسلامي في أمر استحقاق الحضانة بعد الأم والجدة من الأم، ومن أقوال هؤلاء الفقهاء:

  • رأي الإمام حنفي: يرى الإمام حنفي أن أولوية الحضانة هي: الأم، ثم الجدة من الأم، ثم الجدة من الأب، ثم الأخت، ثم الأخت من الأم، ثم الأخت من الأب، ثم العمات والعمات، وفي حالة عدم وجود قريبات من الأبناء تنتقل الحضانة. إلى الأب، ثم الجد من الأب، ثم للأخ.
  • رأي الإمام الشافعي: انقسم أهل المذهب الشافعي إلى مجموعتين مختلفتين في الرأي، إذ كان رأي المذهب الشافعي القديم في تقديم الخالات والخالات للأمهات. للأب والجد ثم الأخت وبنات الأخت ثم العمة. فالأم، ثم الجدة، من الأب، تليها أم الأب، ثم الأب، ثم أم الجد، ثم الأخوات، ثم العمات.
  • رأي الإمام الحنبلي: نص الإمام الحنبلي على وجوب انتقال الحضانة من بعد الأم إلى ذويها وأقاربها، ثم الأب والجدة من الأب، ثم الجد وأمهات الجد والأخت العمة. ثم العمة، ثم بنات أخيه وبنات أخيه.
  • رأي الإمام المالكي: يرى الإمام المالكي أن حق الحضانة بعد الأم هي الجدة من الأم، ثم العمة، ثم العمة، ثم العمة، ثم الجدة من الأب وتشمل : (أم الأب – أم الأم – أم الأب – والأب – ثم أخت المحضون – ثم الخالة – الأب – ثم خالة الأب – ثم بنت الطفل. الطفل بالتبني – ثم تكون ابنة أخته وبعدها مؤهلة لوصاية الرجل.)

الأمراض النفسية للأطفال بسبب الطلاق

تظهر مشاكل نفسية واجتماعية لكثير من الأطفال الذين نشأوا في ظل ظروف انفصال الوالدين، ومن أكثر المشاكل التي تحدث هو الحق في رؤية الأبناء، بحسب تصريح أستاذ القانون الجنائي بالمركز الوطني الجنائي. والبحث الاجتماعي د. فادية أبو شهبة، أنه عندما توافق الأم الحاضنة على رؤية الأب لها وتلتزم بموعد الرؤية، فإن الأب لا يلتزم بموعده، وهو ما تتحمل الأم تكاليف التنقل والسفر عن بعد. .

كما أشارت الدكتورة فادية إلى سن قانون يمنع سفر الزوج إذا خالف حضانة الأم للطفل سواء بخطفه أو ابتزازها، بالإضافة إلى نقل حضانة الأب من المركز الثالث إلى المركز الرابع في في حالة وفاة الأم الحاضنة أو زواجها ووفاة جدة الأم، يحق له في هذه الحالة تولي حضانة الأطفال.

التأكيد على ظهور مشاكل نفسية عميقة لدى الأطفال الذين يعانون من ظاهرة الطلاق والتي تنعكس في شخصيتهم وخياراتهم في المستقبل البعيد، ومن بين تلك المشاكل: (الميل للانحراف – الحرمان من الدفء الأسري الضروري في تلك السن – التشتت وعدم الاستقرار النفسي – إصابتهم بالاكتئاب والإحباط) يؤدي أحيانًا إلى ظهور دوافع انتحارية – فقدان طموحهم ومستقبلهم.)

الحالات التي تنتقل فيها الحضانة من الأم إلى الأب

على الرغم من الحق المؤكد والمتفق عليه للجميع في أولوية حضانة الطفل للأم، لقدرتها على تربية الطفل وتلبية احتياجاته بالكامل بالإضافة إلى حاجة الطفل الشديدة لأمه أثناء طفولته، هناك بعض الحالات يمكن فيها إزالة حق الحضانة عن الأم ونقلها إلى الأب، وتتحدد هذه الحالات في ثلاث نقاط هي:

  • يجوز سحب الحضانة عن الأم في حالة إصابتها بمرض أو عجز عقلي مما يعيق عملية تربية الأبناء.
  • يجوز سحب الحضانة عن الأم إذا كانت غير شريفة أو سيئة السمعة أو منتمية إلى مهنة غير لائقة ومخلة بالشرف.
  • يجوز رفع الحضانة عن الأم في حال زواجها من أجنبي، وهذا ما اتفق عليه الفقهاء.
  • السن المناسب لحضانة الطفل

    كما أشار عاصم حمدي، محامي الاستئناف العالي، إلى رفع سن الحضانة عام 2010 إلى 15 عامًا بعد أن كان 12 عامًا سابقًا، بالإضافة إلى تعديل قانون الحضانة لجعل الاستئناف في الدرجة الأولى والثانية نهائي فقط، وإلغاء الأحكام الصادرة عن قضاة ذوي خبرة كبيرة في محكمة النقض.

    يرى المحامي عاصم حمدي أن فترة حضانة تريندات البالغة 15 عامًا للأم تجعل من الصعب جدًا على الطفل الانتقال للعيش مع والده. ويرى أن الطفل يتعرض خلال تلك الفترة لإملاءات الأم وأسرة الأم، مما يؤدي إلى تكوين فكرة سيئة وغير صحيحة في مخيلة الطفل. نيابة عن الأب، وهذا يؤثر في المستقبل على أحكام الطفل وتعامله مع والده.

    وختم المحامي عاصم حمدي تصريحه بأن الأم ليس لها الحق في التنازل عن حضانة الأبناء للأب حتى لو قامت بالتوقيع على أوراق التنازل عنه، حيث أن حضانة الأبناء من مسؤولية الأم ومن حق أطفالها. عليها وليس العكس، وبالتالي يصبح التنازل رسميًا فقط ويمكنها استعادة أطفالها في أي وقت.

    وهكذا ناقشنا موضوع حضانة الأب للأطفال بعد الطلاق، وعرضنا فيها تفاصيل حضانة الأب للأطفال بعد الطلاق، والأمراض النفسية للأطفال بسبب الطلاق، وحالات انتقال الحضانة من الأم. للأب والسن المناسب لحضانة الطفل، وننصح جميع الأزواج الذين يتقدمون بخطوة الطلاق. فكر مليًا في عواقب هذا القرار وتأثيره على مستقبل أطفالهم.