ما هي الحضارة؟

تنافس المفكرون وعلماء الآثار والتاريخ والمهتمون بتتبع حضارات العالم على الحديث عن تعريف الحضارة، وذكر مكوناتها وخصائصها، والحديث عن أقدم الحضارات على وجه الأرض، وخلافة الحضارات بعدها، وما هي الحضارات التي كانت. الأقدم؟ والتي امتاز بها المرء رغم حداثته على غيره، ومن التعريفات التي تناولت الحضارات ما يلي:

  • عرفها البعض على أنها: (سلسلة من العلاقات التي جمعت الناس خلال فترة من التاريخ وشكلت مجتمعًا بشريًا استفاد من الموارد المتاحة بين يديه والتي وضعت الأساس لبناء حضارة وتحضر ونظام مدني محدد، و اعتمد هذا المجتمع على الارتقاء بذاته اجتماعيًا واقتصاديًا وماديًا وفكريًا ومعرفيًا، وقدر أهمية الوقت وأهمية الاستفادة من جميع عناصر الطبيعة المختلفة، فحدث تفاعل بين الإنسان والمكان والزمان. والمادة والفكرة وكانت نتيجة ذلك حضارة خالدة عبر التاريخ.
  • وعرّفها آخرون على أنها: (حزمة من الضوابط الأخلاقية والقيمة التي توفر للمجتمع حياة كريمة وتفي بالضرورات الأساسية لكل فرد من أفراد المجتمع).
  • يعرّف البعض الحضارة بأنها: (نتاج ما يفعله الإنسان وما يبذله من جهود في سبيل تطوير نفسه ومجتمعه، سواء كان ذلك بقصد التغيير والتطور أو كان مجرد صدفة، وكذا الأمر بالنسبة له). ما إذا كان المنتج في شكل حسي أو مادي. الأفكار والفلسفات العقلية والعقلية).
  • تم العثور على تعريفات حديثة أخرى لها، بما في ذلك: (هو النهج الفلسفي والأيديولوجي الذي تتبناه أمة من الأمم، والذي يأتي في شكل تطور مادي أو معنوي).

ملامح الحضارة

  • هناك العديد من الحضارات، من أقدم حضارة على وجه الأرض إلى الحضارة الحديثة. والسبب في هذا التعددية هو أن أوضاع الناس والمجتمعات في تغير مستمر ومستمر، في حركة من غريزة الإنسان ومن طبيعته، ومن وقت لآخر تظهر حضارة بمفاهيم وفلسفات ورؤى وحيوية جديدة. الخطط المناسبة للبيئة والتقدم والأفكار.
  • وكما يقول عبد الرحمن بن خلدون في المقدمة: (أحوال الناس، مواقفهم، أحوال المجتمعات والأمم، تقاليدهم وعاداتهم ومعتقداتهم ليست على نفس المستوى، ولا تدوم ولا تستقر. بطريقة ما، ولكن التغيير والتغيير في كل مرة، وكما يحدث للأفراد، فإنه يحدث أيضًا للمجتمعات والأمم).
  • يعتقد بعض المفكرين الحداثيين أن فكرة وجود الحضارة فكرة مستوطنة في عقل الإنسان وسلوكياته، وهذا ما يميزه عن غيره من المخلوقات. قد يؤسس القطيع مجتمعًا، لكنه لا يخلق حضارة، لأن الحضارة تحتاج إلى فكرة وتسعى لتحقيقها، وتلك الحضارة هي نتاج عقل الإنسان وتساعده في وجود وطن وزمان. كل هذا يذوب في بوتقة واحدة لخلق الحضارة المرغوبة، وهذا موجود في كل زمان ومكان.

عناصر الحضارة

  • أي حضارة، منذ أن بُنيت أقدم حضارة على وجه الأرض، تقوم على عنصرين هامين مترابطين ومتناسقين لا يفرق بينهما: العنصر المادي والعنصر العقلي والأخلاقي.
  • أما المكون العقلي والأخلاقي فيتمثل في القيم والأخلاق والقواعد والمعتقدات والنحل والأيديولوجيات والأفكار والفلسفات والرؤى التي يعتنقها أفراد المجتمع ويتبعونها في جميع شؤون حياتهم ويسترشدون بها. نورهم في تربيتهم وسلوكهم.
  • أما المكون المادي فيتمثل في سلسلة المهام المادية والحسية في مجال العمارة والاقتصاد والبنية التحتية والاختراعات والابتكارات والعلوم والمعرفة والزراعة والنهضة الصناعية والتجارية التي تغير وجه الحياة في المجتمع وتغيير مظهره إلى أفضل.
  • لا يمكن أن تنشأ حضارة مادية بدون فكرة تنطلق منها تلك الحضارة، والويل يمكن للفكرة وحدها دون أسس مادية أن تؤسس حضارة.

أقدم حضارة على وجه الأرض

  • استقر كلام المهتمين بالحضارات أن الحضارة السومرية التي نشأت في العراق وبعض أجزاء الكويت وأطراف شبه الجزيرة العربية، هي أقدم حضارة على وجه الأرض، حيث لم تصل أنباء ولا آثار تشير إلى ذلك. كانت هناك حضارة قبلها.
  • لم تكن الحضارة السومرية معروفة إلا مؤخرًا عندما كشفت عن بقايا ألواح طينية مكتوبة عليها باللغة المسمارية القديمة بناءً على الصور والأشكال والنقوش، ومن خلال هذه اللوحات الحضارة السومرية التي نشأت في القرن السادس قبل الميلاد، وحضارتها. نمت خلال القرن الرابع قبل الميلاد.
  • من خلال الآثار السومرية التي تم اكتشافها تباعا، تم التعرف على ملامح تلك الحضارة، والتي تضمنت جميع ركائز الحضارة من القيم العقلية والعقلية والأخلاقية، بالإضافة إلى الجوانب المادية، حيث اعتبرها السومريون هم أو أولئك الذين كتبوا وكتبوا، بالإضافة إلى تقدمهم الطبي والزراعي الهائل.
  • يمكن التأكيد على أن الحضارة السومرية حضارة أمة عريقة، متجذرة في الماضي البعيد، ودليل صارخ على تقدم الإنسان ودوره في بناء الحضارات رغم التحديات والصعوبات التي قد تواجهها.

أهم معالم الحضارة السومرية

  • تميزت الحضارة السومرية، باعتبارها أقدم حضارة، بالعديد من السمات التي ميزتها وجعلتها حضارة فريدة من نوعها، ومن أبرز هذه السمات:
  • الكتابة والتدوين: بالتأكيد كان لهذا المعلم دور بارز في تفرد الحضارة السومرية، حيث ساهم التقنين ومعرفتهم بالكتابة في ترسيخ دور التعليم والتأليف، ووجدت أقراص تعود إلى العصر السومري تشير إلى ذلك. عرف السومريون طرق وأساليب الدراسة والتدريس لآلاف السنين.
  • الإدارة: ربما كان هؤلاء السومريون قد سبقهم بسنوات ضوئية عملاقة قبل عصورهم القديمة، حيث تشير ألواحهم الطينية وما كتب عليها إلى معرفتهم بالهيكل الإداري والتنظيم الإداري الهرمي الذي يبدأ من الأعلى ثم يبدأ حتى يشمل الأساسيات. قواعد الموظفين والعمال.
  • العلم: من أبرز سمات الحضارة السومرية اهتمامهم بالعلوم وعلوم الطب وعلم الفلك والصيدلة. من بين الاقراص السومرية التي تم العثور عليها مؤخرا اقراص تخص صيدلي سومري كتب عليها العديد من الوصفات الطبية والعلاجية بدقة كبيرة تعالج العديد من الامراض بكل تفاصيل طريقة تحضيرها والمواد المستخدمة فيها مكتوبة ومقادير، وهذا يدل على معرفتهم الواسعة بالطب والصيدلة.
  • نظام الحكم: السومريون هم أول من عرف أنظمة الحكم الحديثة القائمة على الرئاسة والبرلمان، حيث أشارت اللجان إلى معرفتها بالشورى والديمقراطية وانتخاب رئيس وأعضاء البرلمان ومناقشة القرارات المهمة في الأمة. وأوضحت إحدى اللوحات المكتشفة أنهم ثاروا على أحد ملوكهم عندما شعروا بالظلم والاضطهاد. ومنها يعني إنتاج روح التحرر.
  • القانون السومري: يعتبر القانون في الحضارة السومرية من أهم الركائز التي بنيت عليها تلك الحضارة، حيث أكدت الألواح الطينية التي تم الكشف عنها معرفتهم بالقانون. وحُكم عليهم بالإعدام بعد المرافعات وسماع الشهود وتأكيد الجناة.
  • احترام الأديان: من أبرز سمات الحضارة السومرية قلة التعصب وتحرير حرية الأديان والمعتقدات. تضمنت ألواحهم أيضًا أفكارًا ميتافيزيقية وإيمانهم بوجود حياة أخرى بعد الموت، وقد نسجنا العديد من الروايات عن العالم بعد الموت.

مع وصولنا إلى ختام هذا المقال عن أقدم حضارة على وجه الأرض، نكون قد عرضنا مفهوم الحضارة وعناصرها ومكوناتها، وأبرز الحضارات القديمة، وعلى وجه الخصوص وقفنا على الحضارة السومرية كأقدم الحضارات، وتحدثنا عن ملامح الحضارة السومرية وأبرز معالمها ومميزاتها التي ميزتها عن باقي الحضارات الأخرى.