التوحد عند البالغين

كما ذكرنا في السطور السابقة أن التوحد عند الكبار لا يصاب به وهم كبار السن بل ينشأ معهم منذ الصغر وهناك ثلاث حالات توحد عند الكبار وهي كالتالي:

الحالة الأولى

ربما كان الفرد يعاني من مرض التوحد منذ الطفولة لكن طرق العلاج فشلت في علاجه ولم يحصل على الأدوية المناسبة لعلاجه مما أدى إلى استمرار المرض معه منذ الطفولة حتى البلوغ.

الحالة الثانية

اختفاء أعراض التوحد لدى الفرد وعدم ظهورها في الطفولة، بسبب أدائه العالي مع الأفراد المحيطين به وتحمله للتحديات اليومية التي يواجهها، ولكن عند بلوغه تبدأ الأعراض بالظهور عليه ثم يتم تشخيصه. مع مريض توحد وتبدأ رحلة علاجه.

الحالة الثالثة

التشخيص الخاطئ للأعراض التي تظهر على الطفل منذ الصغر، بعض الأعراض قد تدل على التوحد، ولكن عند الكشف عنها قد يتم تشخيص الأعراض على أنها قلة الانتباه أو قلة التركيز عند الطفل، ومن هنا يتأخر العلاج والمرض يستمر معه حتى الشيخوخة.

أسباب التوحد عند البالغين

لم يظهر بعد أي سبب مؤكد فيما يتعلق بالتوحد عند البالغين، ولكن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى التوحد، ومن بين هذه الأسباب ما يلي:

الطفرات الجينية

قد تؤدي الطفرات الجينية إلى التوحد.

قلة الوزن

يولد بعض الأطفال بوزن قليل جدًا. يمكن لأي شخص أن يلاحظ أن هذا النقص في الوزن وانخفاض الوزن يمكن أن يؤدي إلى التوحد.

عدوى فيروسية

تؤدي العدوى الفيروسية أيضًا إلى مرض التوحد.

السموم البيئية

بالإضافة إلى المعادن الثقيلة، التي لها تأثير كبير على الفرد، فهي أيضًا سبب للتوحد.

حمض الفالبوريك

قد يتسبب حمض الفالبرويك في الإصابة بالتوحد إذا تناولت الأم الحامل الأدوية التي تحتوي على هذا الحمض.

شذوذ في الكروموسوم x

عند حدوث عيب في الكروموسومات، يؤدي ذلك إلى خلل في تكوين الجنين، وقد تكون نتيجة هذا العيب عدوى.

عمر الأب

كما يعتبر سببًا للإصابة، وإذا كان الأب كبيرًا في السن فقد يتسبب في بعض الإصابات ومنها مرض التوحد.

أعراض التوحد عند البالغين

تتميز أعراض التوحد عند البالغين بمدى واسع. أعراض الإصابة لدى المرضى وبعضها تختلف باختلاف قدرة الفرد على تحمل تحديات حياته اليومية التي يتعرض لها وأدائه. هناك بعض الأعراض الشائعة التي تدل على التوحد عند البالغين وهي:

  • عدم القدرة على فهم وجهات نظر ومشاعر وتفكير من حوله، وقد يجد أيضًا صعوبة في ترتيب المشاعر والاستجابة لها.
  • صعوبة فهم لغة الجسد وتعبيرات الوجه والتلميحات التي يستخدمها الأفراد والتي يمكن للجميع فهمها. إنه شائع بين الناس، لكن يصعب فهم مريض التوحد.
  • عدم القدرة على تنظيم حركة المشي يمكن أن يتسبب في حدوث تصادم أثناء المشي.
  • صعوبة الكلام وتكوين الجمل.
  • وصف الأشياء بألقاب إبداعية مستوحاة من المريض.
  • الميل إلى التنميط والتكرار في السلوك، قد ينهار عند حدوث أي اضطراب في روتينه.
  • صعوبة في قبول المفاجآت نظرًا لأن الشخص المصاب بالتوحد يقيد الصور النمطية ويلتزم بروتين واحد طوال الأسبوع أو اليوم، فقد يصاب بالاضطراب إذا كان هناك أي تغيير في نمطه.
  • الإبداع في أحد المجالات الأكاديمية مثل الرياضيات وتحليل البيانات. إذا كان مريض التوحد يحب منطقة يتقن فيها ويبدع فيها، لكنه قد يفشل في مجال آخر.
  • الميل إلى التحدث بطريقة ميكانيكية، أو التحدث دون استخدام تعابير الوجه أثناء الكلام، ويميل إلى أن يكون أسرع قليلاً في الكلام، تمامًا مثل الروبوتات.
  • عدم التمييز بين الأماكن التي يجب أن تظل هادئًا فيها، لأنها قد تحدث ضوضاء في أماكن الهدوء.

علاج التوحد

من الأفضل في حالة ظهور أي من الأعراض السابقة التوجه إلى الطبيب المعالج، وفي ما يلي نذكر بعض طرق العلاج لمرضى التوحد:

  • يوصى دائمًا بأن يقوم الممارسون العامون بزيارة طبيب نفسي أو طبيب أعصاب لأن لديهم خبرة في علاج التوحد.
  • قد يحتاج الفرد إلى جلسات الكلام لأنها تعزز المهارات الاجتماعية.
  • قد يحتاج الأخصائي إلى إجابة المريض على بعض الأسئلة المتعلقة بالطفولة وأيام المدرسة، وقد يخضع المريض أيضًا لاختبارات نفسية.
  • قد يحتاج المريض أيضًا إلى تناول بعض الأدوية لعلاج القلق والإحباط والمشاكل السلوكية.
  • قد يلجأ الطبيب إلى التحدث مع الأم أو الأب إذا كان قادرًا على ذلك.
  • عندما يتم تشخيص المريض بالتوحد فهذا يجعله يشعر بالراحة، لأنه وجد تفسيرا لغرابة سلوكه وانعزاله عن المجتمع.
  • يمكن للشخص المصاب بالتوحد تقييد العلاقات طويلة الأمد والنجاح في هذه العلاقات على الرغم من مواجهة التحديات أثناء العلاقات.

علاج التوحد بالأدوية

يساعد علاج التوحد عند البالغين بالأدوية على منع التوتر والاكتئاب، وهذا يجعله طبيعيًا إلى حد ما.

  • يعطي الطبيب هذه الأدوية لتقليل أو منع الاكتئاب والقلق كما ذكرنا من قبل.
  • خلصت الجمعية البريطانية للطب النفسي إلى أنه لا يوجد علاج دوائي لمرض التوحد.
  • العلاج المناسب يوصف حسب حالة واحدة، ليست كل الحالات متشابهة، كل حالة تختلف عن نظيرتها

أهداف علاج التوحد عند البالغين

بقولنا علاج التوحد، لا نعني أن الأدوية تعمل من أجل علاج كامل، ولكن هناك أهداف تساعد أدوية التوحد في تحقيقها، ومنها:

  • مساعدة المصاب على الانتقال إلى العالم الخارجي من خلال تحسين مهاراته الاجتماعية.
  • مساعدة المصاب على ضبط مشاعره بشكل صحيح، من خلال تحسين مهاراته الوظيفية.
  • تحسين المهارات الشخصية للمريض.
  • يمكن أن يساعد العلاج في حل المشكلات العائلية وجعل العلاقات الأسرية أقوى وأكثر تماسكًا.
  • هناك بعض الأزمات التي تشعر بعض العائلات بالحرج منها عند الحديث عنها، لذلك يعمل العلاج على حل هذه الأزمات ومساعدة الأسرة على التأقلم مع التوحد.

إن وصف العلاج المناسب للمريض يعتمد على قبول الشخص لفكرة التوحد، وقد يشمل العلاج طرق علاج متعددة، وقد تكون طرق العلاج مماثلة لتلك المستخدمة في علاج التوحد عند الأطفال.

تأثير التوحد على البالغين

يجعل التوحد عند البالغين الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك:

  • داء السكري: الاضطرابات الأيضية قد تسبب مرض السكري.
  • الإصابة بالحساسية والربو نتيجة اضطرابات المناعة.
  • الشلل الدماغي، نتيجة لاضطرابات الحركة التي يتعرض لها مريض التوحد.
  • السمنة: يعاني مرضى التوحد دائمًا من السمنة المفرطة.
  • لقد انخفض السرطان في التوحد وهذا ما يثير اهتمام البعض.

يقوم البحث العلمي بتشخيص التوحد عند الأطفال فقط، ولكن التوحد قد يصيب البالغين أيضًا، والتوحد عند البالغين يؤثر على حياة المريض بالضرر إذا لم يتم اكتشافه مبكرًا وحاول علاجه في سن مبكرة، وحياة الأشخاص المصابين بالمرض مليئة بالمهارات والتحديات ونقاط القوة المذهلة.