وهل البكاء يضر بالصيام الذي يعتبر ركنا من أركان الإسلام الخمسة التي فرضها الله تعالى على عباده المؤمنين لقد ردت الكثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة على وجوب الصيام على جميع المسلمين، وهناك بعض الأمور التي تفسد صيام المسلم إذا فعلها عمداً. موقع مقالتي سنوضح هل البكاء مفطر، وسنسلط الضوء أيضًا على ما يفسد الصيام.

هل البكاء يبطل الصيام

البكاء لا يفسد الصيام إذا لم يتم ابتلاع الدموع، لأن نزول الدموع إلى الأنف لا يفسد الصوم. أما إذا ابتلع الصائم عمداً دموعها ونزلت إلى حلقه، فيعتقد الكثيرون أن الصائم يشعر بملحها في حلقه، فإن هذا الفعل يضر الصائم، والله العالم.[1]

وانظر أيضاً حكم قراءة القرآن بدون صوت

هل بلع المخاط يفسد الصيام

واختلفت فتاوى أهل العلم في بلع البلغم هل يفطر أم لا وفيما يلي آراء المذاهب في حكم ابتلاع البلغم أثناء الصيام[2]

  • الفقه الشافعي بلع النخامة يعتبر مفطراً لصاحبها. فإذا أخرج البلغم من صدره ثم ابتلعه أو أخرجه من رأسه، فصومه باطل.
  • الفقه المالكي يرى صاحب التاج والإكليل في مختصر خليل أن ابتلاع البلغم أثناء الصيام جائز ولا يترتب عليه الإفطار.
  • الفقه الحنفي قال إذا دخل المخاط إلى أنفه فشمه وأدخله في حلقه، ولو عمداً، لم يفسد صومه.

انظر أيضاً هل يجوز الصيام إذا نزل إفراز بني قبل الحيض

ما الذي يبطل الصيام

يتفق علماء الدين على أن هناك مجموعة من المفسدات للصيام، ومن المفطرات المتعارف عليها الأكل والشرب عمداً، والجماع، والحيض، والنفاس، والولادة. ومن خلال الفقرات التالية سنقدم توضيحًا لهذه الحالات.

الأكل أو الشرب عمداً

اتفق العلماء على أن الأكل أو الشرب عمداً في نهار رمضان يفسد الصيام، ومن فعل ذلك يأثم ويجب عليه الإمساك بقية نهار رمضان بدون عمد، ولا يفسد الصوم، وعلى الإنسان أن يصوم. ومن يفعل ذلك فلا يلزمه أن يفعله مرة أخرى. ويدل على ذلك قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليفطر، فإنما أطعمه الله وسقاه).[3]

مرور

ويتفق الفقهاء على أن الجماع في نهار رمضان يفسد الصيام أيضاً، عملاً بقول الله تعالى (أحل لكم أن تجامعوا نسائكم ليلة الصيام).[4] وما رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال (بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت، قال ما لك، قال وقعت على امرأتي وأنا صائم.[5]

الدورة الشهرية، وبعد الولادة، والولادة

وهذا يعتبر من مفسدات الصيام بالنسبة للمرأة، فدم الحيض أو النفاس يفسد الصوم حتى ولو خرج قبل أذان المغرب مباشرة، وعلى المرأة أن تفطر وتقضي الأيام بعد الطهر. ولهذا لا إثم عليها ولا إثم، وقد اعتمد العلماء على بطلان صيام المرأة في الحائض وبعد الولادة. وفيما جاء عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – (ما بال الحائض تصوم ولا تصلي قالت أنت من أهلها) الحرية قلت لست حرية ولكن أسأل، قالت ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بالصلاة.[6]

القيء

وهذا جهد القيء، أي إخراج الطعام الذي في المعدة عمداً. وذهب جمهور العلماء المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن القيء يفسد صيام رمضان، ويجب جبره. واستدلوا في كلامهم بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «من ذرعه القيء فليس عليه جبر، ومن استقاء عمدا فليس له جبر».[7]

وبعد الإجابة على سؤال هل البكاء يفطر، وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي وضحنا فيه هل ابتلاع البلغم يفطر كما سلط المقال الضوء على ما يفسد الصيام.