هل أكل الشفاه يفسد الصوم، وما حكم الصيام إذا ابتلع جلد الشفاه المتشقق وقد فسر كثير من العلماء أن الصيام هو الامتناع عن إدخال أي شيء ملموس من أي منفذ إلى المعدة، سواء كان مأكولاً أو غير مأكول، بل إن كثيراً من الناس يقولون إنهم يبتلعون اللعاب. ومعرفة وصول اللعاب إلى ما بين الشفتين لا يصح في الصيام. لأنه أصبح مثل ابتلاع ريقة أخرى بعد تعرضه للهواء ولهذا سأوضح في موقع مقالتي في هذا المقال ما حكم ابتلاع الصائم ما يختلف عن سطح جلد الشفة .

هل أكل الشفاه يفسد الصيام

الأكل من الشفاه يعتبر مفطراً إلا إذا كان بغير عمد. ومن أخذ قطعة جلد من شفتيه فابتلعها فقد أفسد صومه، أما إذا ابتلعها بغير قصد ولا عمد فصومه صحيح ولا حرج عليه. وقد جاء عن النووي – رحمه الله – أنه قال “قال الشافعي وأصحابه رحمهم الله إذا ابتلع الصائم ما ليس له” أكل عادياً، مثل درهم، أو دينار، أو تراب، أو حصاة، أو حشيش، أو حديد، أو خيط، أو شيء آخر، ثم أفطر، بلا خلاف بيننا، وذلك وهو ما قاله أبو حنيفة ومالك وأحمد وداود وجمهور العلماء من سلفهم وأجيالهم لا فرق بين من أكل ما يؤكل وما لا يؤكل. سواء دلكت تراباً أو ابتلعت حصاة أو درهماً فصومه باطل. وذلك لأن الصيام يعني الامتناع عن كل ما يدخل المعدة. وخلاصة القول أنه لا يجوز للمسلم أن يدخل في بطنه شيئاً من الجلد. لا الأوساخ ولا الطعام. أو شراباً أو أي مادة صلبة تدخل إلى المعدة عن طريق الفم أو الأنف، ولا خلاف بين أهل العلم أنه لو فعل ذلك فسد صومه، والله أعلم.[1]

هل المغازلة يفسد صيامك

حكم الصائم الذي يبتلع ما خرج من جلد الشفتين

لا يجوز للمسلم الصائم أن يبلع الجلد الظاهر أو المتشقق من الشفاه مهما كان صغيرا، لأن ذلك يفسد الصوم. وكذلك ما في الشفاه لا يجوز، إذا أمكن تمييزه والانتباه إليه، لأن ابتلاعه يفسد الصوم. فإنه مثل بقايا الطعام المخلوط باللعاب، لا يستطيع أن يلفظه، ولا يحترز منه، لكن إذا ابتلعه المسلم الصائم ناسياً أو سهواً فلا حرج عليه، لأنه يفسد صومه إذا ابتلعه. “ابتلاع أي شيء خارج الفم عمدًا، ولو كان لعابًا أو جلدًا أو غيرهما، وإذا فعل ذلك ذكر العلماء عنه “الحسن البصري، ومجاهد، وأبو حنيفة، وإسحاق، وأبو ثور، قال داود وابن المنذر وغيرهما. قال عطاء والأوزاعي والليث ويجب جبر ذلك بالجماع ونسيان عوضه وعدم الأكل. وقال ربيعة ومالك يفسد بهذا صيام الناس، ويجب عليه القضاء بلا كفارة. قال أحمد ويجب القضاء عليه بالجماع، ونسيان القضاء والكفارة، وليس للطعام ما يقدمه.[2]

انظر أيضاً هل تقبيل الزوجة يفسد الصيام

وبينما كان رصينًا، قطع جزءًا من الجلد من شفتيه ثم ابتلعه بلعابه

وأما مسألة أكل الشفتين هل يفسد الصوم، فقد نص العلماء على أن من أخذ جزءا من جلد شفته أثناء الصيام يجب أن يلفظه ويخرجه ولا يبتلعه. فإن ابتلعها ناسياً، أو وجد صعوبة في إخراجها، أو بدون رغبة، فصومه صحيح. صحيح ولا حرج عليه، ولا يجب عليه القضاء عمن ابتلعها بغير عمد، لكن إذا ابتلعها وهو يستطيع أن يلفظها وابتلعها عمدا وعمدا، فصومه باطل. عليه أن يكرر ذلك. فالواجب على المسلم الحذر والحذر من تناول جلد الشفة أثناء الصيام، والله ورسوله أعلم.[3]

وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال “هل أكل الشفاه يبطل الصيام” والذي يوضح أحكام الصيام عند بلع جلد الشفاه المتقشر والعديد من الأحكام الشرعية المترتبة عليه.