كيف تكتب رواية

قبل البدء، يجب أن تدرك حقًا أنه لا توجد قوانين للإبداع، تمامًا كما لا يوجد سقف للأحلام، ولا سماء تمنع الخيال. لكن هناك بعض القوانين التي تضعها لنفسك ولا يمكنك كسرها إذا أردت أن تنجح روايتك، مثل اللغة التي اخترتها ومستواها في كل الأحوال. يجب أن تكون خاليًا من الأخطاء، وأهم قاعدة هي البنية السردية التي تجعل القارئ يكمل الرواية، ولا تحيد عن تعريف الرواية على أنها عمل أدبي. هو فن من فنون الأدب النثرى القائم على السرد ويتميز بالطول، مع شخصيات متنوعة وأحداث عديدة سواء كانت خيالية أو مستمدة من الواقع.

أولاً، لا تحتاج إلى وقت قصير لكتابة الفكرة العامة التي تدور حول الرواية، فقرة قصيرة من حوالي 20: 15 كلمة، دون تحديد الأسماء أو الأحرف. بعد ذلك، حاول تلخيص أحداث فكرتك في عدة صفحات بطريقة مختصرة، بما في ذلك بداية المشكلة الرئيسية، وكيف تم حلها، والأفكار التي تريد طرحها. هذه هي الطريقة التي تحصل بها على المسودة الأولى لروايتك، والمرحلة التالية هي إنشاء الهيكل الهيكلي للرواية من خلال صب ما كتبته في المخطط في شكل عناصر الرواية في طريقك مع سرد القصة.

عناصر جديدة

إنها اللبنات الأساسية التي تبني بها روايتك كمبنى مكمل فعال يؤدي دورها. العناصر كثيرة ومتنوعة وهي:

شخصيات رواية

الشخصيات هي اللبنة الأولى في الرواية، فهم هم الذين يحملون ملامح الرواية، لذلك يجب اختيارهم وبناءهم بحكمة.

أنواع الشخصيات

ينقسم الناس في الرواية إلى عدة أنواع حسب عدة تصنيفات تهتم بجانب واحد.

  • من حيث المساحة / الدور: هناك شخصيات مركزية (الأبطال) تتواجد في أحداث الرواية بأكثر من 50٪ من الأحداث، وهم شخصية مركزية تقود الرواية. ودعم الشخصيات التي تعمل في مساعدة الراوي على ربط الأحداث ببعضها البعض دون تجاوز المساحة التي وضعت فيها، كما يقول النقاد (الشخصيات الداعمة هم أبطال، لكن في الروايات الأخرى) وشخصيات ثانوية، يضيف بعض النقاد صنفًا رابعًا من الشخصيات هي الشخصيات التي لم تظهر مع نفسها في الرواية بل كانت لأعمالهم أو أقوالهم دور فعال في مجريات الأحداث داخل الرواية.
  • من حيث النمو والتحول: هناك شخصيات تتقدم في العمر ضمن أحداث الرواية وشخصيات من بداية الفصل الأول حتى نهايتها وهم كبار السن، أو شخصيات يموتون في أحداث الرواية. من ناحية أخرى، التغييرات في أيديولوجيات الشخصيات، هناك شخصية تبتعد في جميع أنحاء الرواية على نفس التفكير والدوافع والشخصيات التي تتغير دوافعها وأفكارها بسبب أحداث الرواية. والشخصيات المتناقضة التي تحدث في عملية جذب الانتباه إلى القارئ، على سبيل المثال، طوال الرواية هو شرير وقريب من النهاية يكشف أنه كان جيدًا ولكن كانت له أهداف أخرى أكثر أهمية، أو أن البطل فهم خطأ، أو شخصية في جميع أنحاء الرواية وهو ضعيف العقل ثم يكتشف أنه يختبئ وراء هذا الرداء.

ملامح الشخصيات في الرواية

لبناء الشخصية في الرواية، هناك ثلاثة أبعاد يجب توضيح ملامحه وهي:

  • الخلق والشخصية: كل ما يتعلق بالشخصية من حيث الشكل الخارجي من الطول والوزن والأمراض والجمال وحتى طول الشعر ولون العين إذا كان ذلك مفيدًا للأحداث، بالإضافة إلى السمات الأخلاقية للتدين، أو نقصها، الصدق أو الكذب أو الانحراف الأخلاقي.
  • مستوى الشخصية في المقياس الاجتماعي، كل ما يتعلق بشخصية المسكن والدخل الشهري والمأكل والملبس. ثقافة الشخصية ومستوى تعليمه وعلاقاته المتبادلة مع أقرانه وأصدقائه وعائلته …
  • الشخصية: وهي أهم ما يجب أن يبنى في الشخصية وجوهر الشخصية ورغباتها وأحلامها ومشاعرها.

بالطبع الجوانب الثلاثة تتأثر ببعضها وتؤثر على بعضها البعض، لذلك قد تعاني الشخصية من أزمة نفسية بسبب حالتها الاجتماعية، أو لديها مرض نفسي مثل: النرجسية بسبب الجمال الخارجي، أو الانعزال عن العالم بسبب مرض عضوي.

ليس شرطًا لكل شخصية أن تظهر كل هذه الجوانب بها. بدلاً من ذلك، يُظهر الخالق ما يراه مناسبًا فقط لمسار الأحداث.

ثانيًا: الحوار

إنها الكلمات التي قالها الخالق في كلمات الشخصيات وليس الأفعال. يكون الحوار إما بين الشخصيات أو حوار داخلي (Manlog) وهي طريقة مباشرة لتوضيح الشخصيات والأبعاد التي تحدثنا عنها سابقاً، حيث يراعي المبدع البعد الاجتماعي للشخصية في اختيار الكلمات. التي تناسبهم.

ثالثًا: الزمان والمكان

الزمكان هو السفينة التي يروي من خلالها الخالق قصته. يجب أن يكون محددًا أن المستلم يجب أن يكمل تكوين الصورة.

  • الوقت: قد يكون امتدادًا طويلاً يمثل قسمًا خطيًا في حياة بلد ما، أو يتتبع شخصية معينة من الولادة حتى الموت، مثل: ثلاثية القاهرة لنجيب محفوظ. قد يكون مقتطفًا يمثل طبيعة عرضية في يوم البطل ويروي الرواية ضمن هذا الإطار الزمني، مثل: رواية نجيب محفوظ للوقت المتبقي من الساعة.

لذلك ميز النقاد بين وقت القصة / القصة ووقت السرد، فقد يكون الاثنان متطابقين إذا كان السرد يتماشى مع القصة أو كانا غير متطابقين إذا استغرق السرد وقتًا أطول من وقت القصة. أي أن وقت القصة هو الوقت الذي استغرقه وقوع الحدث المروى في القصة، يخضع لتسلسل منطقي وفقًا لوقوع الحدث في الوقت الفعلي. وقت السرد: وهو الوقت الذي يروي فيه الراوي القصة.

  • قد يكون المكان ثابتًا ويجعل الرواية أشبه بمسرحية، والأرجح أنها متغيرة ومتعددة، وقد يكون بطل الرواية الذي يدور حوله الصراع ويخلق اعتمادًا على أماكن أخرى له، مثل: رواية حارة نجيب محفوظ

رابعاً: المؤامرة

هو تجميع الأحداث معًا بطريقة محددة يراها المؤلف مناسبة لنقل الفكرة التي تدور حولها الرواية، بينما يتم ترقيع بؤر التوتر بأحداث جديدة، ومن خلالها يخلق روابط خفية ومرئية بين الشخصيات. ثم يجمع كل ما سبق ويمسك بأطراف كل الخيوط السردية بتنسيق سردي يختاره الخالق، ومع تصاعد الحبكة يمزج الصراع بين الشخصيات وتقاطع مساراتهم وتفاقم المصالح كافة. مع بعضها البعض فيما يسمى ذروة التوتر السردي، واتفق النقاد على تسميتها (العقدة)، وعلى المبدع أن يختار الطريقة التي يتم بها حل العقدة في نهاية الرواية.، أو قبل النهاية ينتهي بعقدة أخف من تلك التي يبدو أنها تذوب في نهاية الرواية.

خطوط المؤامرة

يفرق نقاد الأدب بين سطرين متوازيين يجب أن يكونا موجودين في الرواية:

  • الجدول الزمني لتصعيد الأحداث وتقاطعها.
  • التصعيد في سيكولوجية الشخصيات وتزايد شحنتها من حيث البعد النفسي وتقاطع الرغبات الخفية لجميع الشخصيات.

خامساً: السرد

وهي طريقة السرد التي اختارها الخالق لربط كل ما سبق بما في ذلك الشخصيات والأحداث، وتختلف إلى ثلاثة أنواع:

السرد المتسلسل

فيه يتنقل المنشئ بين الأحداث في تسلسل زمني منطقي، ولا يقدم حدثًا أو يؤخر حدثًا من مكانه الصحيح .. إذا احتاج الخالق إلى الرجوع في الوقت المناسب لذكر أي حدث، فذلك يرجع إلى كلمات أحد الشخصيات أو ذكرى أحد الشخصيات.

يمكنه المضي قدمًا بين الأحداث بأي شكل يراه مناسبًا بوتيرة ثابتة أو قفزات حرة غير منضبطة، ويستخدم لون السرد هذا في الروايات التاريخية معظم الوقت.

كومبو متقطع

إنه عكس السرد المتسلسل، لذا فهو لا يعتمد على وقت سردي ثابت أو منظم، لذلك يمكن للمبدع البدء في أي وقت والانتقال إلى الماضي أو المستقبل حتى يتم تكوين صورة كاملة للقارئ والأرجح. إنه قبل العقدة، ولكن يجب على الخالق أن يحذر من تشتيت القارئ والضياع عنه بين الأوقات إذا زاد الأمر في حدوده المقبولة.

يدور التحرير والسرد

هذه الطريقة مختلفة قليلاً وانتشرت في الآونة الأخيرة، حيث يفتح المنشئ السرد في عدد من القصص على خطوط متوازية وينتقل من واحدة إلى أخرى دون أي نظام ثابت أو مساحة لكل منها، وهنا ينقسم إلى ثلاث الفئات التي اختارها المؤلف

  • أن تكون القصص في أوقات وأماكن منفصلة ولا تتقاطع أبدًا، لكن هناك سطر سردي واحد يربطهم من حيث موقعهم في ظل نفس الظروف الاجتماعية أو الصحية، أو مشاركتهم في الهدف، أو حتى أنهم متحدون في نفس المكان الذي يوجد فيه في الروايات التي يكون فيها البطل المكانة.
  • قصة قصة واحدة في كل مرة، لكن الانتقال يحدث بين الشخصيات التي ستلتقي لاحقًا، وتلتقي كل القصص في عقدة وتنتهي الرواية دون الانتقال بين القصص.
  • أن الانتقال بين قصتين في أوقات مختلفة من أقدمهما يؤثر على الأحدث، وعندما تلتقي نهاية القصة الأقدم ببداية الحكاية الحديثة، تبدأ العقدة وينتهي الخط السردي للقصة الأقدم، وينتهي الرواية تكمل القصة الحديثة فقط.

سادساً: لغة الرواية

والمراد بلغة الرواية لغة الحوار بين الشخصيات، فهي التي يتغير مستواها حسب البعد الاجتماعي لكل شخصية، وعلى المؤلف أن يختار بين اللغة الرسمية أو العامية أو اللغة الوسطى. لكن في السرد والتعليق، لا يوجد حل وسط بشأن اللغة الرسمية، مهما كان الموضوع عظيمًا أو حقيرًا.

سابعا: نهاية الرواية

إنها اللحظة التي يتوق إليها كل قارئ، حتى لو كان مستمتعًا بالرواية، يجب أن تكون منطقية بالنسبة للأحداث، ولا تنسى الرواية وبعض أسطر السرد، إلا إذا أرادها الخالق أن تكون مفتوحة. نهاية. المدارس اختلفت بشكل كبير في أنواع النهايات. أصبحت كل الغايات ممكنة وكان لها تبرير نقدي، أي حزين أو سعيد، مفتوح أو حتى بلا نهاية، كما هو الحال في بعض روايات ما بعد الحداثة.

ثامناً: مراجعة الرواية ونشرها

قبل المعاناة من رواية مكتوبة على ورقة بيضاء لدار نشر، يجب على المؤلف تصحيحها لغويًا والتأكد من خلوها من أي أخطاء لغوية، بالإضافة إلى مراجعتها عدة مرات وتغيير ما يراه غير منطقي أو إحداث فجوة في الحبكة.

بعد ذلك يتم اختيار دار نشر مناسبة ذات خبرة في تقنيات الطباعة والنشر والتوزيع وتصميم الغلاف واختيار الاسم .. والأهم أن لا ييأس الشخص المؤلم إذا رُفضت روايته، ناشرين أو ثلاثة، فهو متأكد من أنه سيجد شخصًا يقدر عمله.

بهذا نكون قد أجبنا على سؤال كيف تكتب رواية في ثماني خطوات سهلة يمكن من خلالها بناء رواية متكاملة إلى جانب الموهبة الفطرية للمبدع .. نتمنى أن نكون قد ساعدناك.