تحتاج أجسامنا إلى جدول زمني ونوم جيد في أوقات محددة وساعات عمل منتظمة لتجنب أمراض مثل مرض السكري والسمنة – فحصت دراسة آثار هذا العمل بنظام الورديات على أجسادنا. يختار العديد من الشباب العمل بنظام الورديات كوظيفة أساسية أو وظيفة طلابية مناسبة تمكنهم من التعلم والعيش في حياتهم. لكن على مر السنين، تسبب نوبة العمل أضرارًا تراكمية للجسم. أوقات النوم القصيرة وغير المنتظمة، والإحباط من بدء العمل مبكرًا، وفي بعض الأحيان إنهاء العمل في وقت متأخر جدًا، والعمل الليلي الذي غالبًا ما يكون مصحوبًا بنوبة إضافية في اليوم التالي – كل هذه الحالات تفضل تطور أمراض مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم ومرض السكري والسمنة.

كيف تم البحث عن ورديات العمل

شملت الدراسة 21 رجلاً وامرأة عاشوا في مختبر نوم خاضع للمراقبة لأكثر من شهر. كان نصف المشاركين في منتصف العشرينيات من العمر والنصف الآخر في الستين من العمر. كانوا جميعًا يتمتعون بصحة جيدة جسديًا وعقليًا وطُلب منهم الحصول على قسط كافٍ من الراحة قبل بدء الدراسة.

كانوا يعيشون في المختبر في غرف ذات إضاءة خافتة بدون نوافذ أدت إلى تعطيل ساعتهم البيولوجية ولم يتمكنوا من معرفة وقت النهار في الليل. لا يعرفون أوقات النهار، فهم يأكلون في أوقات مختلفة من اليوم، وأحيانًا حتى في منتصف الليل. لم يُسمح لهم بالنوم إلا ست ساعات في اليوم. أجرى الباحثون فحصًا للدم قبل وبعد كل وجبة تناولوها لقياس مستويات السكر في الدم.

نتائج البحث

ووجدت الدراسة أنه بعد اضطراب الساعة اليومية الذي حدث نتيجة العيش في المختبر، أنتجت أجسام المشاركين أنسولين أقل بنسبة 32٪ مما كان يمكن أن تنتجه أجسامهم في ظل ظروف معيشية طبيعية. كما وجد أن عدد السعرات الحرارية التي يتم حرقها أثناء الراحة قد انخفض بنسبة 8٪، مما يعني انخفاض التمثيل الغذائي لديهم. وأظهرت اختبارات الدم المأخوذة منهم ارتفاع مستويات السكر في الدم. حدثت جميع النتائج في كل من المشاركين الصغار وكبار السن.

أظهرت الدراسات السابقة للعلاقة بين النوم والتمثيل الغذائي أن مستويات السكر في الدم ترتفع بعد يوم بدون نوم لأن عضلات الجسم أقل حساسية لهرمون الأنسولين. تؤدي مقاومة الأنسولين إلى الإصابة بأمراض مثل السكري ومتلازمة تكيس المبايض وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. النوم غير الكافي يعطل نشاط البنكرياس، مما يعني أن إنتاج الأنسولين أقل.

والخبر السار هو أن أي أعراض تحدث في أوقات غير منتظمة بسبب قلة النوم يمكن عكسها ويمكن أن تختفي بعد ليلة نوم هانئة وراحة.

أهمية الدراسة

تُظهر هذه الدراسة ما أظهرته العديد من الدراسات السابقة – أن النوم غير الكافي وغير المنتظم يمكن أن يسبب المرض. أنماط الحياة الحديثة والركض المستمر لسد الفجوة المالية في حسابنا المصرفي تجعلنا نعمل لساعات طويلة وغير منتظمة، مما يزعج ساعتنا البيولوجية بشكل كبير. من خلال الموقع الرسمي، يصبح الطريق إلى الإصابة بأمراض خطيرة قصيرًا.

أفضل نصيحة يمكن للباحثين والأطباء تقديمها ليست نوبات العمل، ولكن العمل في وظيفة لها ساعات محددة وخط واضح بين أسبوع العمل وعطلة نهاية الأسبوع. لكن بالطبع لا يمكن لجميع الأشخاص القيام بهذا النوع من الوظائف، ويتعين على العديد منهم العمل في نوبات بسبب الكلية أو الأطفال أو العمل الإضافي الذي يقومون به. فكيف ما زلنا نحاول الحفاظ على الجسد

يوصي الأطباء بالمحاولة قدر الإمكان حتى لا تفوت حتى بضع ساعات من النوم بين نوبات. كل ساعة من النوم يمكن أن تفيد الجسم. من الأفضل أيضًا عدم تناول الطعام خلال ساعات العمل العادية خلال الساعات التي لا نتناول فيها الطعام. هذا يعني أننا نحاول ألا نأكل في الليل، حتى لو كنا نعمل في النوبة الليلية. يجب أن تحاول إيجاد أوقات وجبات منتظمة، حتى لو كنا نعمل في ذلك الوقت. يمكن لأي تخطيط لجدول زمني، سواء كان ذلك وقت النوم أو الأكل أو الراحة، أن يفيد أجسامنا وصحتنا الجسدية والعقلية. بالطبع يُنصح كالعادة بتناول الأطعمة الصحية مثل الخضار والفواكه وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية العالية واستبدالها بالأطعمة منخفضة السعرات الحرارية العالية بالسعرات الحرارية بالمحليات الصناعية المصنوعة من السكرالوز.