12 كانون الثاني (يناير) 2014 هو اليوم العالمي للإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسب)، في هذا اليوم اهتمام المؤسسات الصحية العالمية والوطنية بإبراز أحدث الإحصائيات السنوية حول عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن هذا المرض الوبائي.
في عام 2000، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة ثمانية أهداف إنمائية يجب تحقيقها على المستوى العالمي، بما في ذلك الجهود المبذولة للحد من انتشار الإيدز في العالم بحلول عام 2015. تشمل هذه الأهداف كما ذكرنا سابقًا، مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) الذي يسبب فيروس نقص المناعة البشرية، والإيدز، والحد من الفقر المدقع والجوع، وتحقيق التعليم الابتدائي الشامل، وتقليل وفيات الأطفال، وتحسين صحة الأم، وغير ذلك.
ومن خلال الموقع الرسمي يأتي التعاون والدعم بين الدول لاحتواء المرض وزيادة الوعي بأساليب الوقاية من خلال التثقيف الصحي وتعزيز السلوك المناسب.
وأظهرت إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2013 أن عدد المصابين بلغ 35 مليون حالة مسجلة على مستوى العالم. يشار إلى أن معظم المصابين بالمرض ينتمون إلى دول منخفضة ومتوسطة الدخل. المجموعات الأكثر عرضة للإصابة هي النساء اللواتي يمكن أن ينقلن المرض إلى أطفالهن أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية. كما تم تسجيل حدوث المرض لدى الأطفال لحوالي 3.2 مليون طفل.

الإيدز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

وأظهرت نتائج التقرير الذي أعدته جامعة الدول العربية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، الذي عقد العام الماضي، أن عدد الإصابات ارتفع بنحو 134 في المائة بين عامي 2011-2013، مقارنة بـ 120 ألفًا و 270 ألف حالة.
من ناحية أخرى، نشهد أيضًا زيادة في معدل وفيات مرضى الإيدز من الأمراض المرتبطة بالأمراض (مثل السل)، والتي ارتفعت بنسبة 176٪ من 6000 حالة وفاة في عام 2011 إلى 16500 حالة وفاة في عام 2012.

وفقًا لإحصاءات عام 2012 من برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز وجامعة الدول العربية، يتلقى 18٪ فقط من البالغين والأطفال علاج الإيدز (العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية) وتتلقى 8٪ فقط من النساء الحوامل العلاج للوقاية من المرض.
سلط التقرير الضوء على الحاجة إلى تحديد الفئات الأكثر عرضة للإصابة من أجل إعطاء الأولوية للإجراءات الوقائية، بما في ذلك متعاطو المخدرات الذين لديهم إبر وأولئك الذين يشاركون في علاقات جنسية غير آمنة. حيث تعتبر هاتان المجموعتان الأكثر عرضة للإصابة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز 2013).

الإيدز في بعض الدول العربية مقارنة ببعض الدول الغربية

بالعودة إلى البيانات الواردة في تقرير جامعة الدول العربية المذكور أعلاه، يمكننا القول إن ارتفاع عدد الإصابات بين 2011-2013 يستدعي البحث عن الأسباب، بالنظر إلى أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى هم أولئك الذين لديهم أو كانوا من متعاطي المخدرات عن طريق الحقن الوريدي غير الآمن. العلاقات الجنسية أو انتقال العدوى الأم المصابة بالفيروس تنتقل إلى طفلها (UNAIDS 2013). وتعزى الأسباب إلى الوضع السياسي الراهن في المنطقة والذي كان له تأثير سلبي على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية. وقد أدى ذلك بدوره إلى تراجع التخطيط لبرامج الوقاية وتنفيذها، كما أدى إلى ضعف أداء نظام المراقبة الوبائية على المستوى الوطني.

تظهر بيانات المراقبة الوبائية للبلدان (بيانات المراقبة) الحاجة الملحة لسد الفجوة المعرفية القائمة حول وباء الإيدز في المنطقة العربية، وأهمية بناء القدرات والدعم النفسي، وكذلك الحاجة إلى عدم التمييز والاستبعاد من المصابون، ومفهوم إنهاء وصمة العار والعار وثيق الصلة بالمصابين، حيث ينتقل المرض بشكل أساسي من خلال العلاقات الجنسية غير المحمية وضرورة إجراء بحث علمي مبني على أسس أدلة دقيقة (UNAIDS-2013).

السودان وجنوب السودان

تظهر بيانات منظمة الصحة العالمية (EMRO-2012) أن معدل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في الدول العربية، كما هو موضح في الجدول أدناه، هو 150.000 في جنوب السودان، يليه السودان بـ 69.000 حالة، والصومال بـ 35.000 حالة، ثم المغرب حيث بلغ عدد المصابين. بلغ عدد الإصابات 32000 حالة. تعتبر هذه الأرقام منخفضة عند مقارنتها بالأرقام الموجودة في بقية العالم (برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز 2012-2013) كما هو موضح في الجدول الذي يحتوي على أكبر عدد من الإصابات المسجلة في الهند عند 2،100،000، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بـ 920،000. الجرحى وأوكرانيا 210.000 جريح، وكما ذكرنا سابقًا، فإن عدد الإصابات في الدول الصناعية الغربية والدول النامية مرتفع للغاية.

الدول العربيةعدد المصابين بالإيدز (2012)
مصر9500
لبنان2900
المغرب، الغرب، الغروب32000
عمان1100
الصومال35000
السودان69000
جنوب السودان150.000
تونس1700
اليمن22000
بعض دول العالمعدد المصابين بالإيدز (2012)
إيطاليا120000
الولايات المتحدة الامريكية920.000
المملكة المتحدة130.000
أوكرانيا210،000
الهند2،100،000
إسبانيا150.000

تظهر البيانات أن الوضع في السودان وجنوب السودان مقلق للغاية حيث أن الزيادة المتوقعة في معدل انتشار الفيروس ستصل إلى 1.2٪ في عام 2015، وهذه النسبة ضعف ما هي عليه الآن.

يقود المغرب الطريق في تبني استراتيجية (2013-2016) لمحاربة السيدا

بناء على بيانات المملكة المغربية عن عدد الإصابات بالمغرب والتي بلغت 32 ألف حالة (المكتب الإقليمي لشرق المتوسط ​​2012) مقارنة بعدد سكان يبلغ 30 مليون نسمة وانتشار المرض لدى البالغين حوالي 40 بالألف، وتبلغ النسبة عند النساء. 11 بالألف لعدم وجود بيانات عن معدل الإصابة بين الأطفال (يونيسف، 2012).
تشمل عوامل الخطر المسجلة في المغرب الكبير العوامل المتعلقة بطرق العدوى، بما في ذلك العلاقات الجنسية غير الآمنة، ومتعاطي المخدرات عن طريق الحقن، وانتقال المرض من الأم المصابة إلى طفلها.

من أجل احتواء المرض، تبنت وزارة الصحة المغربية خطة للحد من المخاطر مع السلطات المختصة (مثل المؤسسات الصحية وغير الصحية وصناع القرار السياسي). ويشمل تفعيل برامج التثقيف الصحي في المدارس والجامعات حول طرق الوقاية، وتدريب العاملين الصحيين على التعامل مع مرضى الإيدز لتلافي العدوى، وتحسين الخدمات والعلاجات الصحية، وتوافرها، وسهولة الوصول إلى المصابين بالمرض المصاب دون تمييز. كما عملت الحكومة المغربية على وضع نظام للمراقبة الوبائية لجمع البيانات وتسجيل الحالات وتقييم الوضع الصحي العام في المغرب.

أشاد تقرير برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز لعام 2013 بوجود فجوة واسعة بين الدول العربية المختلفة في مكافحة المرض وتحديد عوامل الخطر، مما أدى إلى نقص الوعي والتثقيف حول التثقيف الجنسي، وعدم وجود فحص اختياري للمرض، وعوامل تعطيل في الإبلاغ عن الحالات. لأن المرض مرتبط بوصمة العار والعار في المجتمع، والفقر عامل في انتشار المرض ونقص الخدمات الصحية للمصابين.
كما قدم هذا التقرير توصيات للدول العربية للحد من انتقال المرض من خلال العلاقات الجنسية بنسبة 50٪ بحلول عام 2015. من أبرز التوصيات الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المصابين، باستخدام الموارد الدولية ومساعدة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على إنهاء نقص العلاج من الفيروس والمساواة والعنف القائم على النوع الاجتماعي (ضد المرأة، العنف ضد الأطفال والفئات الضعيفة الأخرى في المجتمع)، والقضاء على التمييز والوصم ضد الأشخاص المصابين، وتعزيز القوانين والسياسات القائمة على الحق في ضمان الحريات، وإلغاء القيود المتعلقة بقوانين الدخول أو الإقامة للأشخاص المصابين، ودمج برامج فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز في النظم الصحية القطرية أو ضمن برامج السياسة الأخرى.