منذ بداية طفولتنا، قمنا بتطوير عادات غذائية وتغذية مختلفة لها جوانب عديدة، اجتماعية وعاطفية. كل تجمع اجتماعي أو لم شمل عائلي أو حدث يجمع الناس معًا يكون مصحوبًا بالطعام والشراب. حتى عندما عبرنا عن مشاعر عدم الرضا أو الحزن أو اليأس كأطفال، فإنهم يستخدمون الحلوى أو غيرها من الأطعمة الفاسدة لتهدئتنا. بهذه الشرح طريقة تعلمنا ربط الطعام بالاحتياجات العاطفية والنفسية التي تتجاوز الاحتياجات الفسيولوجية.

تناول الطعام بعقلك وليس بمشاعرك

لا ينشأ الجوع العاطفي كثيرًا من الحاجة إلى إشباع الجوع الجسدي، ولكن من الحاجة إلى إشباع الجوع العاطفي. تتم معالجة مشاعر الغضب واليأس وفقدان السيطرة وعدم الاحترام والخوف والتوتر والملل والوحدة من خلال التغذية العاطفية، بحيث يتم الحصول على العزاء والعزاء من خلال الأكل.

نحن نفسر الجوع العاطفي خطأً على أنه جوع جسدي، لذلك ننجذب إلى الأكل غير المنضبط المصحوب بالذنب والإحباط بعد الفعل. مثل هذه المشاعر تخلق الحاجة إلى إشباع الجوع الجسدي، وليس الروحي، حتى تتركنا في دوخة مذهلة يصعب التغلب عليها. يمكن أن يؤدي هذا المسار إلى اضطرابات الأكل.

الجوع العاطفي هو وسيلة للراحة، وهي آلية لتوجيه العواطف والتحكم فيها من خلال استخدام الطعام لتهدئة الذات. يستخدم الطعام كأداة لإلهاء النفس عن حالتها السلبية وانفعالاتها حيث يطلق مادة مهدئة. تشير الأطعمة التي يتم تناولها عند تناول الطعام بدافع الاحتياجات العاطفية إلى أنها أطعمة تحتوي على الكربوهيدرات والدهون والسكريات، مما يؤدي إلى إفراز مادة السيروتونين في الدماغ، مما يؤدي بدوره إلى الشعور بالاسترخاء وتحسن الحالة المزاجية، عادةً لفترة قصيرة. الوقت.

كيف يمكنك التوقف عن الأكل العاطفي

الارتباط بين الاضطرابات النفسية والسمنة

أكدت دراسة نشرت عام 2009 في المجلة البريطانية العلمية للطب BMJ أن هناك صلة بين الصحة العقلية والسمنة، لذا فإن الاضطرابات النفسية الشائعة مثل القلق والاكتئاب تزيد من احتمالية زيادة الوزن. أجريت الدراسة لمدة 19 عامًا وضمت 4363 مشاركًا، وكان متوسط ​​أعمارهم في بداية مشاركتهم في الدراسة 44 عامًا.

كما تم إجراء الفحوصات والتعديلات النفسية والجسدية في بداية وأثناء البحث لعزل العوامل الخارجية، مثل استخدام مضادات الاكتئاب، التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن. رسمت بيانات البحث صورة درامية، حيث أظهرت أن فرص زيادة الوزن زادت بشكل ملحوظ لدى المشاركين الذين عانوا من اضطرابات نفسية شائعة مقارنة بالمشاركين غير المصابين باضطرابات نفسية. استنتج الباحثون أن الضغط النفسي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن. ومع ذلك، فإن الصلة ليست واضحة بعد، ولكن يبدو أن الاضطرابات النفسية تؤثر على زيادة الوزن ويمكن أن تؤثر ظاهرة السمنة على الحالة النفسية.

يمكن أن يكون النشاط البدني المهدئ والاسترخاء هو الحل!

تمت الموافقة على دراسة علمية أخرى نشرت في مجلة الجمعية الأمريكية للتغذية. يتم إجراء التمارين في مستشفى سان جوزيبي في فيربانيا بإيطاليا، حيث تعمل التمارين على تهدئة وتقليل الجوع العاطفي لدى النساء ذوات الوزن الزائد. بحثت الأبحاث في العلاقة بين الضغط النفسي (الإجهاد) وعادات الأكل التي تؤدي إلى زيادة الوزن قالت 60 امرأة إنهن يعانين من السمنة بسبب عادات الجوع العاطفي وأنهن أدخلن المستشفى. تم جمع وفحص البيانات الخاصة بوزن المشاركين وسلوكهم ومعلوماتهم النفسية وتم تقسيمهم بشكل عشوائي إلى مجموعتين. تلقت المجموعة الأولى العلاجات الأساسية من المستشفى. بينما عولجت المجموعة الثانية بأنشطة بدنية مهدئة، وصور موجهة، بالإضافة إلى MP3 وأجهزة الواقع المحاكى لغرس الشعور بالاسترخاء والراحة. وأظهرت نتائج الدراسة صورة متفائلة للمرأة التي تعاني من السمنة والجوع العاطفي. بعد 3 أشهر من المتابعة، وجد أن النشاط البدني المهدئ قلل من أعراض الاكتئاب والقلق وحدوث الجوع العاطفي، وكذلك تحسين الثقة بالنفس والشعور بالسيطرة على الأكل.
وخلص الباحثون إلى أن التوتر والمشاعر السلبية عاملان رئيسيان يؤثران على الإفراط في تناول الطعام الناتج عن الاحتياجات العاطفية للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة.

النشاط البدني يقلل من التوتر

يتم الجمع بين هذه الدراسة ودراسات أخرى تشير إلى أن تناول الطعام نشاط نشط يتم تحفيزه والتأثير فيه على الأنظمة الجسدية والروحية. لتجنب الجوع العاطفي غير الضروري الذي يمكن أن يؤدي إلى السمنة والإحباط والاكتئاب.
في الخطوة الأولى علينا أن نميز الموقف الذي نشعر فيه بأننا بحاجة لتناول الطعام للتعويض عن الشعور العاطفي السلبي من أجل توجيهه إلى قنوات إيجابية ومحررة.

يفضل تقليل التوتر بكل الوسائل الممكنة، وبالطبع النشاط البدني، كل حسب رغبته. يعمل النشاط البدني على تنشيط جهاز الغدد الصماء، مما يؤدي إلى زيادة مستويات الأدرينالين والإندورفين في الجسم، وكذلك إطلاق مادة السيروتونين، مما يخلق الشعور بالاسترخاء والاسترخاء، ويخفف من التوتر والقلق، ويحسن المزاج العام. بالإضافة إلى ذلك، تساعد الرياضة على تقوية الثقة بالنفس وتقدير الذات.

الأكل لتخفيف التوتر

كما يُنصح بتناول الأطعمة التي تقلل التوتر والتوتر العقلي وتحسن المزاج وتقوي صحة الجسم. على سبيل المثال الخضار والفواكه الغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة وخاصة فيتامينات C و E المتوافرة بكثرة في الحمضيات والتوت والكيوي والطماطم والخضروات الخضراء، والتي تساعد الجسم على تحييد الجذور الحرة، خاصة في أوقات التوتر والقلق. ويقوي جهاز المناعة.

يزيد استهلاك الكربوهيدرات المعقدة مثل الخبز والأرز والبطاطس ومنتجات الحبوب الكاملة من مستويات السيروتونين والنورادرينالين في الدم ويؤدي إلى الشعور بالشبع والاسترخاء وتحسين الحالة المزاجية. يُنصح أيضًا بتناول الأطعمة الساخنة مقابل الأطعمة الباردة لتمنحك شعورًا بالاسترخاء. ويفضل أيضًا شرب الكثير من السوائل والشاي ومزيج من البابونج والجينسنغ، مما يساعد على الاسترخاء وتقليل التوتر. من ناحية أخرى، يوصى بتجنب الكربوهيدرات البسيطة، وخاصة القهوة والكافيين بشكل عام، والتي يمكن أن تزيد من الشعور بالتوتر والقلق.

كيف تتحكم في السعرات الحرارية

حاول دائمًا تدوين وتسجيل ما تأكله خلال اليوم لأن ذلك سيساعد في تتبع الكميات والساعات التي نتناولها والتحكم فيها.
– من الممكن اختيار الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية مثل حساء الخضار والسلطة وغيرها للمساعدة في التغلب على الاندفاع العاطفي للأكل غير المنضبط.
– من أجل تبني عادات الأكل الصحيحة، يمكن استشارة اختصاصي تغذية يساعد في تعلم عادات الأكل الصحيحة.
من المهم الحفاظ على بيئة داعمة وعدم العثور على الأطعمة المفضلة مثل الحلوى والشوكولاتة من حولك وفي المنزل، مما قد يؤدي إلى تناول الطعام غير المنضبط.

في الختام، الجوع العاطفي، الذي ينتج عن الاحتياجات العاطفية المترجمة إلى أكل خارج عن السيطرة، ليس استجابة حقيقية لمشاعرنا، ولكنه قد يؤدي إلى الشعور بالإحباط والحفاظ على مزاج سلبي من الممكن تحسين أعراض هذه الظاهرة والتغلب عليها من خلال نمط حياة صحي يشمل النشاط البدني وتغيير عادات الأكل غير الصحية، وعادة ما يتم ذلك تحت إشراف ذوي الخبرة.