تمهيد إشكالي

  • واجه المغرب في العقد الأول من القرن العشرين 1912/1900 سلسلة من الأزمات التي سببتها عوامل داخلية وخارجية.
  • في عهد السلاطين المولى عبد العزيز والملا عبد الحفيظ، اللذين وقعا تحت سيطرة الفرنسيين والأسبان عام 1912.

مفهوم نظام الحماية

  • فُرض نظام استعماري على المغرب بين عامي 1912 و 1956 بعد أن فرضت فرنسا عليه معاهدة فاس في 30 مارس 1912.
  • والتي قسمت التراب المغربي إلى ثلاث مناطق استعمارية: منطقة النفود الفرنسية في الوسط، والمنطقة الدولية لطنجة والمنطقة الإسبانية في الشمال والجنوب في الصحراء المغربية.

دور الأوضاع الداخلية والخارجية في فرض عقد الحماية على المغرب

  • في مطلع القرن العشرين، عانى المغرب من وضع سياسي داخلي صعب، وواجهت السلطة المركزية اندلاع حركات، لا سيما حركة الجيلالي بن إدريس زرهوني المعروفة ببومرة شمال شرق المغرب.
  • مدينتي وجدة والدار البيضاء عام 1907، ونتيجة لهذه الأحداث، واجه السلطان مولاي عبد العزيز معارضة من شقيقه مولاي عبد الحفيظ، والتي انتهت عام 1908 لصالح الأخير.
  • اقتصاديا، مر المغرب بأزمة مالية لأسباب مثل سنوات الجفاف المتتالية وفشل الاحتياطيات في دفع الضرائب.
  • أدى تفكك المجتمع المغربي نتيجة الخلافات الطبقية وصقر المحميين والفساد المستشري والصراعات القبلية إلى تفاقم الفقر والمجاعة واندلاع أعمال شغب واحتجاجات ضد الإتاوات والضرائب غير القانونية.
  • ضعف المغرب، الأمر الذي سهل عملية الاحتلال، وأجبره على توقيع اتفاقية حماية.
  • عدم تنفيذ السياسة التنظيمية الموجهة نحو الإصلاحات الضريبية، وهذا الوضع أجبره على الاقتراض من أوروبا، مما أدى إلى تراجعها.
  • في نفس الوقت الذي كان فيه الوضع الداخلي في المغرب يتدهور، ازدادت المنافسة الاستعمارية على المستعمرات، وفي هذا السياق أبرمت بعض الدول الأوروبية اتفاقيات ثنائية مماثلة بشأن المغرب.
  • في عام 1906، انعقد مؤتمر الجزيرة الخضراء، حيث تم الاعتراف بالسيادة المغربية والامتيازات الفرنسية والإسبانية في المغرب.
  • بعد التوحيد الفرنسي الألماني للمغرب والكونغو، استغلت فرنسا الاضطرابات الداخلية مثل أحداث مكناس وفاس وأجبرت السلطان على توقيع معاهدة حماية.

محتوى شروط عقد الحماية

  • ووقع اتفاقية الحماية مبعوث فرنسا رينو وسلطان مولاي عبد الحفيظ.
  • يتكون هذا العقد من تسعة مواد يمكن تقسيم محتوياتها إلى قسمين، المواد الممنوحة للإدارة المغربية وتلك الممنوحة للإدارة الفرنسية.
  • فيما يتعلق بالحكومة المغربية، اعترفت المعاهدة باحترام مؤسسة السلطان، والشعائر الدينية المغربية، والحكومة المحلية المخزنية، لكن صلاحياتها كانت شكلية.
  • أما بالنسبة للإدارة الفرنسية، فقد أعطتها معاهدة الحماية حق احتلال المغرب عسكريًا، وحسب وجهة نظرها، إجراء إصلاحات شاملة.
  • تمثيل المغرب خارجيًا، والتفاوض مع إسبانيا على المغرب وتحديد مصير طنجة، وبذلك حددت المعاهدة حماية مصير المغرب في يد الإقامة العامة الفرنسية، بتوجيه من المقيم العام بالرباط.

1- أجهزة ومؤسسات نظام الحماية في المنطقة الملكية

  • تمثل السلطنة المناطق التي تم فيها تقسيم المغرب إلى حد كبير من حيث عدد السكان والمساحة والإمكانات الاقتصادية خلال الحقبة المحمية، وكانت خاضعة للاحتلال الفرنسي.
  • تنقسم وكالات ومؤسسات الحماية إلى مركزي وإقليمي ومحلي على المستوى المركزي. الرباط هي العاصمة منذ سبتمبر 1912.
  • ويوجد به إسكان عام ومجموعة إدارات ومكاتب يتمثل دورها في الإشراف على الإدارة الفعلية لنظام الحماية والإشراف على إدارة المخيم وتسليم الزهور نيابة عن السلطان.
  • كان الجنرال ليوتي أول مقيم عام يساعد في إنشاء نظام الحماية.
  • أما المنطقة الإقليمية فقد تم تقسيمها إلى ثلاث سلطات مدنية: الرباط وجدة والدار البيضاء، وثلاث سلطات عسكرية: فاس ومكناس ومراكش.
  • أما على المستوى المحلي، فقد أشرف المراقب المدني على الإدارة من الجانب المدني، وتم الاستعانة بمسؤول الشؤون المدنية من الجانب العسكري ووكالات ومؤسسات الحماية الفرنسية.

2- أجهزة ومؤسسات نظام الحماية في منطقة الخليفة

  • منطقة الجدل تعني المجال المغربي الذي تحتله إسبانيا وتتكون من أربع مناطق: الشريط الشمالي لسيدي إفني، طرفاية، وأخيراً الساقية الحمراء ووادي الذهب.
  • على رأس الإدارة المركزية لتطوان، يوجد المفوض السامي الذي يتماشى مع التعليمات من خمس إدارات تم تعيينها من قبل وكالات إنفاذ القانون.
  • على المستوى الإقليمي، على سبيل المثال، قسمت إسبانيا الشريط الشمالي إلى خمسة جوانب: لوكوس وجبالا وغمارة وكورت والريف.
  • وعلى المستوى المحلي، اعتمدت على قناصل المدينة وضباط الجيش في البلاد، واستعانت بدورها بخدمات الإدارة المغربية.

3- أجهزة ومؤسسات نظام الحماية في المنطقة الدولية

  • منطقة طنجة هي أصغر جزء من المنطقة تم تقسيم المغرب إليها من حيث المساحة والسكان خلال الفترة المحمية، وقد حالت الحرب العالمية الأولى دون إنشاء أجهزة ومؤسسات النظام الدولي فيها حتى نهاية عام 1923. .
  • ونظراً لصغر حجمها وعددها، فإن المحكمة المختلطة التي يشرف عليها قضاة أجانب ولجنة إشراف تسمح لمئات السنين بالإشراف على باقي المؤسسات الإدارية والسياسية.
  • تم تكليف الحكومة المغربية، برئاسة مندوب السلطان، بضمان الأمن وحمل المغاربة على احترام مكانة طنجة الدولية.

نماذج المقاومة المسلحة المغربية

  • امتدت المقاومة المسلحة لنظام الحماية إلى مناطق مختلفة من المغرب في الفترة 1912-1934، حيث عملت فرنسا وإسبانيا على إرساء أسس الحماية. نشأت مقاومة القبائل التي اشتهرت في المغرب العربي وفي الخارج.
  • القوات الفرنسية في معركة سيدي بو عثمان، سبتمبر 1912، بينما قاد موحا أحمو زياني قبائل الأطلس المتوسط ​​وهزم القوات الفرنسية في معركة لحري في نوفمبر 1914.
  • وفي الريف قاد محمد بن عبد الكريم الخطابي مقاومة بعد أن انتصر في معركة أنوال ضد الإسبان في تموز / يوليو 1921 وطرد المناطق التي احتلوها في الشمال وخطر الاحتلال الفرنسي.
  • شكلت مقاومة قبائل الأطلس الكبير وتافيلالت بقيادة أسو أوبسلام حلقة أخرى من المقاومة المسلحة، بصمودها في معركة بوكفير في فبراير 1933.

أهمية المقاومة المغربية المسلحة

  • يكمن دور المقاومة المسلحة لنظام الحماية في عدة جوانب عبر من خلالها المغاربة عن رفضهم لهذا النظام.
  • ومن أجل ذلك ضحوا بأرواحهم وألحقوا بقوات الاحتلال خسائر مادية وبشرية، وعبر قادة الاحتلال عن ثبات القبائل المغربية في عدم قبول أي قبيلة للنظام الجديد إلا بعد استنفاد وسائل المقاومة المختلفة.
  • وعبرت المرأة المغربية عن شجاعتها خلال هذه المقاومة بالمشاركة في حمل السلاح ومعالجة الجرحى وحث الرجال على المقاومة.
  • كما تكمن أهمية هذه المقاومة في أنها واجهت محدودية قدرات جيش الاحتلال الذي سخر من الأساليب الدبلوماسية والأسلحة الحديثة في المواجهات العسكرية.
  • المقاومة المسلحة لم تنحسر حتى مهدت الطريق لظهور مقاومة سياسية واجهت نظام الحماية بطريقة أخرى.

أسباب وقف المقاومة القبلية المسلحة

  • توقفت المقاومة المسلحة في القبائل عام 1934 بسبب دور العملاء والخونة في مساعدة الاحتلال ضد المغاربة والتفوق العسكري الفرنسي والإسباني على المغاربة بامتلاكهم أسلحة فتاكة مثل الطائرات والبنادق والقنابل السامة.
  • حتى أنهم استخدموا أسلحة ممنوعة مثل عبوات الغاز السام وضربوا المدنيين وأجبروا المقاومة على الاستسلام وتم التنسيق.
  • والتعاون بين القوات الاستعمارية، فيما غاب هذا التنسيق بين مقاتلي المقاومة المغربية لأسباب جغرافية وفنية.

وهكذا، وبفرض نظام الحماية فقد المغرب سيادته وحقه في إدارة شؤونه العامة بنفسه لصالح المحميتين الفرنسيتين في الوسط والإسبانية في الشمال والجنوب وسلطة دولية في طنجة، بحيث شخص السلطان وخلفه سيكون له دور يخلو من السلطات.