عوامل نهضة الأدب في العصر الحديث

كان الأدب العربي في حالة ركود خلال الفترة التي كانت فيها الإمبراطورية العثمانية هي المهيمنة في الدول العربية، ولكن مع ظهور الاحتلال الأوروبي وتعرف العرب على العديد من الفنون الأدبية التي كان الأجانب يتقنونها، انعكس ذلك على الأدب وأدى إلى إحيائه.

دخل الأدب في بداية القرن التاسع عشر بداية مرحلة جديدة من التطور، حيث ظهرت العديد من الألوان الأدبية الجديدة التي كانت انعكاساً لاختلاط الدول الأوروبية، فظهر النثر والشعر المسرحي إلى جانب الرواية، وكثير من الروائيين العرب. ظهر الذي أظهر تفوقًا كبيرًا في هذا المجال.

من أجل دراسة الأدب في العصر الحديث لا بد من تحديد عوامل نهضة الأدب في العصر الحديث، وهذا ما سنذكره من خلال الأسطر التالية:

1_ الحركة الوطنية

انتشرت حركات الصحوة الوطنية في البلاد بعد حملة نابليون الفرنسية التي شملت نهضة الأدب العربي من خلال:

  • طلب الخبرة والمعرفة بالحضارات الجديدة.
  • العمل على الحفاظ على هوية الأمة العربية.
  • التباهي بروح الأمة العربية ومحاولة النهوض بها.

2_ الحركات الدينية المعاصرة

انتشرت مجموعة كبيرة من الحركات الدينية في الدول الإسلامية، الأمر الذي أدى بدوره إلى خدمة الأدب والنهوض به، من خلال تناول الموضوعات الأدبية التي خدمت الحركات الدينية وتتماشى معها، تاركة بدورها النصوص ذات معاني رديئة، وبين المعاصرة. الحركات الدينية:

  • الحركة السنوسية في الجزء الشمالي من القارة الأفريقية.
  • الحركة التي يقودها الإمام محمد بن عبد الوهاب والتي سميت باسمه.
  • الحركة المهدية التي ظهرت في السودان.

3_ التواصل مع الغرب

في فترة الصمود الذي عاشته الحضارة العربية، عاشت الدول الأوروبية أكثر الأوقات ازدهارًا بسبب ما فعلته في ترجمة العديد من الكتب العربية والإسلامية للاستفادة مما أتت به، لذلك خلال فترة النهضة التي ظهرت في الأدب، تواصلت مع الغرب. كان من العوامل التي ساعدت في النهضة، والتي اشتملت على ما يلي:

  • البعثات العلمية والتعليمية: كانت البعثات العلمية التي ضمت عددا كبيرا من الطلاب من خريجي أعلى الدرجات من المدارس إلى نهوض الأمة العربية من جميع النواحي والتي شملت الأدب، وظهر ما يعرف بالنقد الأدبي مما ساعد الكثيرين. للكتاب أن يتوسعوا وينظروا من جانب مختلف إلى تطور الأدب والتقدم معه.
  • الترجمة: كانت الترجمة والمراكز التي تم إنشاؤها لتعلم اللغة من بين عوامل نهضة الأدب في العصر الحديث، حيث ساعدت ترجمة العديد من الكتب والأدب الغربي على التقدم في العديد من المجالات.
  • الاستشراق: يشير إلى المستشرقين غير العرب الذين ساهموا في تقدم الأدب. كان من عوامل نهضة الأدب في العصر الحديث ما فعله الاستعمار في إنشاء مدارس لتعليم اللغات الغربية، بهدف التأثير بشكل كبير على المستعمر العربي.

أدت هذه الحركة إلى ظهور مجموعة من المتعلمين أعادوا طباعة ونشر الكتب القديمة والثمينة من خلال إعادة طبعها وتطوير فهارس تساعد بشكل كبير على القراءة. وكان من أبرز المستشرقين لويس ماسينيون وسيلفستر دي ساسي.

4_ التعليم

وتمثل التعليم في انتشار المدارس وإنشاء الجامعات في العديد من الدول العربية، بما في ذلك لبنان ومصر. ساعدت المدارس على ظهور العديد من الطلاب المتفوقين في مجال الأدب العربي.

إضافة إلى ذلك، اعتمد محمد على حاكم مصر في هذه الفترة على الأزهر الشريف في حفظ الكتب والبعثات المختلفة التي كانت بوابة دخول أنواع كثيرة من العلوم وأنواع الأدب المختلفة التي كانت تنتشر في الدول الأوروبية.

5_ الكتابة

تعد الطباعة من الأمور التي تساعد تريندات على المعرفة في جميع أنحاء البلاد، وظهور الحروف في الطباعة انتشر ألوانًا معرفية عديدة، والتي كانت أيضًا وسيلة لازدهار الأدب العربي، ظهرت الطباعة في البداية في لبنان أول دولة عربية تستخدم الطباعة، ومن هناك إلى سوريا والعالم العربي كله.

6_ الصحافة

كان لتأثير انتشار الطباعة ومعرفتها أثر كبير في ظهور الصحافة وانتشارها، وكلاهما ساعد في نهضة الأدب الحديث، ومن بين الصحف التي تم إنشاؤها في هذا الوقت كانت الجريدة المصرية. واقعة: تأسست في عهد محمد علي، وتخصصت في الأخبار المتعلقة بالحكومة العربية والتركية.

إضافة إلى ذلك، ساعدت الصحافة جميع الدول العربية على التعرف على الاختراعات الحديثة الموجودة في الدول العربية والأوروبية، مما ساهم في الانفتاح الفكري الكبير في جميع الثقافات.

7_ مكتبات عامة

ومن الآثار التي ظهرت على الثقافة الأوروبية ظهور المكتبات بشكل كبير، والتي تم تقسيمها إلى مكتبات خاصة وعامة، بحيث احتوت المكتبات على العديد من الكتب العلمية والأدبية بجميع اللغات، بالإضافة إلى الفهارس التي تم تشكيلها في طريقة سلسة للمساعدة في القراءة والقراءة.

ظهرت مكتبتان في مصر خلال هذه الفترة، معروفين باحتوائهما على مجموعة كبيرة من الكتب القيمة، وهي مكتبة الأزهر ومكتبة الخديوي.

9_ الأكاديميات العلمية والأدبية

كانت هناك العديد من الأكاديميات العلمية والأدبية التي تم إنشاؤها في الدول العربية، من بينها الحفاظ على اللغة العربية من الزوال، وكذلك الترويج للأدب العربي من خلال تبادل العلماء وأصحاب المعرفة بالآراء والخبرات في المجالس المختلفة.

ومن المجالس التي أُنشئت في الدول العربية الأكاديمية العلمية العربية التي تأسست بدمشق، وكذلك الأكاديمية الملكية للغة العربية.

10_ التمثيل

ومن عوامل نهضة الأدب في العصر الحديث انتشار التمثيل والمسارح التي تضمنت ظهور أنواع جديدة من الأدب، وهي الأدب المسرحي المتمثل في النثر والشعر المسرحي. ظهر هذا النوع من الفن كنتيجة للتواصل الكبير مع الثقافات الغربية.

ساهم التمثيل والمسرح في صقل الذوق العام وفتح المجال لكثير من الروائيين والكتاب لنشر فنهم للجمهور، وتم نشر العديد من الروايات والفنون المترجمة من لغات مختلفة على المسارح الوطنية، مما أدى إلى انتشار الفنون والثقافة والمعرفة بين فئة كبيرة من الناس.

ملخص الموضوع في 7 نقاط

  • عانى الأدب من فترة كبيرة من الاضمحلال، وتأثير سقوط بغداد على يد التتار ومرور الدول العربية في فترة ركود علمي كبير.
  • ازدهر الفن الأدبي في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، بعد الاحتلال الفرنسي والحملة التي شنها نابليون على البلاد.
  • كان من عوامل نهضة الأدب في العصر الحديث التواصل مع الدول الأوروبية، وذلك من خلال إرسال بعثات علمية وترجمة عدد كبير من الكتب الغربية بلغات مختلفة.
  • ومن مظاهر صعود الأدب العربي الحركات الدينية المعاصرة التي ظهرت في كثير من الدول العربية، والتي كانت تأخذ من الأدب ما ينسجم مع الدين الإسلامي ويدافع عن دعوته.
  • انتشرت العديد من المدارس في الدول العربية، كما تم إنشاء الجامعات في بعض الدول مثل مصر ولبنان.
  • وساعد ظهور الطباعة على انتشار الصحافة، وتم إنشاء صحيفة “الواقع” المصرية في مصر.
  • ساعدت الأكاديميات العلمية والأدبية في الحفاظ على اللغة العربية من الزوال، وتعزيز الأدب من خلال لقاء العلماء وتبادل الآراء.